للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هل يحشرالمبتلى الصابر مع أيوب عليه الصلاة والسلام]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل إذا مرض شخص بمرض مستعص (بسبب ذنوبه الشنيعة وكان هذا المرض -العقاب- سببا في هدايته) ، وشفاه الله بعد المعالجة بالرقية الشرعية والدعاء فقط، سيحشر يوم القيامة مع نبينا أيوب ويكون ممن يدخلون الجنة بغير حساب، أم إذا شفي لا يكون له هذا الأجر، أعرف رغم استفساري أن الله عز وجل كريم جواد، لكن بسؤالي هذا أريد قطع وساوس الشيطان وأكون على بصيرة من أمري؟ جزاكم الله أحسن الجزاء -الفردوس الأعلى-.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الله تعالى يبتلي عبده بما شاء من الابتلاءات لعله ينيب إليه ويتوب، كما قال تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {الروم:٤١} ، وقال تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ {الأنعام:٤٢} فإذا تاب العبد بعد الابتلاء فإنه قد نجح في الامتحان، وعليه أن يحمد الله على كرمه وهدايته له، وإذا مست الابتلاءات المؤمن كفر الله تعالى بها من سيئاته ورفع درجاته في الجنة، كما في الحديث: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. رواه البخاري. وفي الحديث: م ايزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة. رواه الترمذي وصححه الألباني.

وأما كونه يحشر مع أيوب عليه الصلاة والسلام فلا نعلم دليلاً عليه، ثم أن ابتلاء الأنبياء أشد من ابتلاء غيرهم، كما في الحديث: أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل.... رواه البخاري. ولكنه يرجى للمسلم أن يجتمع مع النبيين في الجنة وإن لم يبلغ مرتبتهم، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها للمزيد من الموضوع: ٦١٠٨٨، ٤٥٣٩، ٢٥٨٧٤، ٧٥١٦٣، ٧٦٢٦٨، ١٩٠٠٢، ٣١٨٨٧.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٤ محرم ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>