للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[سعادة المرء بنعمة المال والبنين]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل هناك سعادة في المال والبنون؟ وهل الله أمرنا أن نسعد في الدنيا أم لا؟ وجزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمال والبنون من نعم الله تعالى التي ينعم بها على من شاء من عباده، وهما من زينة الحياة الدنيا بنص كتاب الله تعالى: الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا {الكهف ٤٦} وقد امتن الله على بعض عباده بهذه النعم كما في قوله سبحانه حكاية عن هود عليه السلام مع قومه: وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ * أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ * وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ [الشعراء ١٣٢ - ١٣٤] وليس هنالك ما يمنع شرعا من أن يسعد المرء بهذه النعم ما دام ذلك على الوجه المشروع.

وليعلم أن السعادة الحقيقية سعادة من يستغل مثل هذه النعم في طاعة ربه سبحانه، فيراعي طلب المال من السبيل الحلال، وينفقه في الحلال وسبل الخير طلبا لرضا رب العزة والجلال، ويتعاهد أولاده بحسن التربية والتوجيه ليكونوا قرة عين له، فمن دعاء عباد الرحمن رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا {لفرقان ٧٤} ليعلم أيضا أن المال والبنين ربما كانا مصدرا للشقاء كما قال تعالى: َلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ {التوبة:٥٥} وتراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: ٢٩١٧٢.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٧ ذو الحجة ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>