للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[عبادة المرأة حال حيضها وطهرها والخوف من النفاق]

[السُّؤَالُ]

ـ[أريد أن أعرف ماذا يجب علي أن أفعل في أيام الحيض من عبادة تقربني إلى الله لأني أحس إني أكون كويسة في كل الشهر وفي هذه الأيام أشعر أني أبتعد عن الله سبحانه وتعالي وأكون متضايقة من نفسي جدا ولا أدري لماذا حتى الأذكار لا أقولها وأنسي إني أقولها وحاسة إني لا أعمل أي حاجة كويسة خالص في هذه الأيام وأبذل جهدا كبيرا بعد ذلك لأعود لما كنت عليه من ذكر وقرءان وعبادة وأخشى أن أكون من المنافقين أخشي جدا من النفاق أرجو الإفادة والنصيحة والاهتمام وجزاكم الله عنا خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس بمستغرب من المرأة المؤمنة أن يكون منها الحرص على عبادة ربها على أكمل وجه، روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وحاضت بسرف قبل أن تدخل مكة وهي تبكي، فقال:" مالك أنفست؟ " قالت: نعم، قال: "إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم فاقضي ما يقضي الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت. فإذا منع الحيض المرأة من أداء بعض العبادات فلا يمنعها من أداء عبادات أخر، وقد سبق أن بينا أنه لا حرج على المرأة في أن تذكر الله تعالى في أيام الحيض بما في ذلك تلاوة القرآن عن ظهر قلب من غير مس للمصحف، راجعي في هذا الفتوى رقم: ٧٣٨٩٩،.ثم إن امتثال الحائض لأمر ربها وتركها لما نهاها عن أدائه من العبادات في أيام حيضها قربة تنال بها الأجر والثواب بإذن العزيز الوهاب.

وأما الخوف من النفاق فهو أمر محمود، وهو من علامات أهل الإيمان كما بينا بالفتوى رقم: ٧١٠٧٠، ولكن ينبغي أن يكون هذا الشعور دافعا إلى الاجتهاد في الطاعات واجتناب المعاصي والسيئات. ويجب الحذر من أن يكون هذا الخوف مدخلا للشيطان يوقع به المرء في حبائل الوساوس والأوهام، واليأس من رحمة الملك العلام.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٧ ذو الحجة ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>