للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[علاج قلة التركيز في العبادة والرغبة عن النوافل]

[السُّؤَالُ]

ـ[أصبحت منذ فترة غير قادرة على التركيز في العبادة ولا أحب فعل النوافل وأحاول أن أعود للوضع الطبيعي لكني غير قادرة، وأحاول أن أبحث هل هناك معصية جديدة في حياتي لكن لم أستطيع التوصل إليها.

أفيدوني بسرعة.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما ذكرته من نقص القدرة على التركيز في العبادة وعدم الرغبة في فعل النوافل قد ذكر أهل العلم له عدة أسباب منها:

· الغلو والتشدد في الدين، ففي سنن النسائي وابن ماجه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين.

· الإكثار من المباحات؛ لأنه يؤدي إلى سيطرة الشهوات، والتكاسل عن الطاعات. والله تعالى يقول: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأعراف:٣١] .

· قلة تذكر الموت والدار الآخرة، فإن من شغل بعمل الدنيا انصرف عن هم الآخرة.

· التقصير في عمل اليوم والليلة، كالتقصير في بعض الواجبات.

· مصاحبة أهل السوء.

· الوقوع في المعاصي.

وللعلاج ينبغي أن تعيدي النظر فيما كان عليه حالك لتعرفي أي هذه الأمور كان هو السبب، وننصحك بما يلي:

١- البعد عن المعاصي والسيئات كبيرها وصغيرها.

٢- المواظبة على عمل اليوم والليلة من صلاة وذكر وعبادة.

٣- استغلال الأوقات الفاضلة، ولذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري: فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة.

٤- صحبة الصالحين.

٥- معرفة سنن الله في الكون وأن الله يبتلي عباده المؤمنين ليظهر إيمانهم وصبرهم وصدقهم ويرفع درجتهم.

٦- معرفة مداخل الشيطان وأنه واقف لعباد الله في الطريق يريد أن يصدهم عن طريق الله المستقيم.

٧- إعطاء النفس مقدارا من الراحة بالمباح حتى لا تمل وتفتر وتنقطع.

٨- مداومة النظر في كتب السيرة والتاريخ والتراجم لمعرفة كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل هو والرعيل الأول من السلف، والسعي إلى الاقتداء بهديه صلى الله عليه وسلم.

٩- تذكر الموت وما بعده من سؤال الملكين في القبر ومن ظلمته، والميزان والصراط والجنة والنار، فمن تذكر ذلك جعله في شغل بالآخرة عن الدنيا.

١٠- التزود من العلم النافع.

١١- محاسبة النفس بصورة مستمرة.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢١ ذو الحجة ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>