للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[وقت الإنسان هو عمره وهدفه عبادة ربه]

[السُّؤَالُ]

ـ[أرجوكم أن تساعدوني أنا فتاة عمري٢١ ما زلت أدرس في الباكلوريا، المشكلة هي أن الوقت يمر من غير ما أعمل أي شيء، أحس أني تائهة في هذه الحياة وليس عندي هدف كلما أريد أن أذاكر أجد نفسي ضعيفة. فهل يمكن تساعدوني كي أقوي عزيمتي وأعمل شيئا ينفعني وينفع الأمة الإسلامية جمعاء. أنا دائما أحط من قيمة نفسي دائما أقول إني لا أساوي شيئا، أعيش أحيانا أطلب من الله أن يتوفني. وجزاكم الله خيرا على مساعدتكم]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى لك الحفظ والتوفيق لما يحبه ويرضاه، ولتعلمي أن خير ما يعينك على المحافظة على الوقت من الضياع هو المحافظة على أداء ما افترض الله تعالى عليك، وخاصة الصلاة التي وزعها الله تعالى على الوقت هذا التوزيع الرائع، فكلما أراد الإنسان أن يغفل أو يترك الوقت يضيع منه جاء وقت الصلاة ونادى المنادي: حي على الصلاة لينبه الغافل ويذكر الناسي، قال الله تعالى: إ نَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً {النساء: ١٠٣}

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لن تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع: وأولها: عن عمره فيما أفناه ... ، فوقت الإنسان هو عمره فلا ينبغي أبدا أن يضيع منه بغير فائدة تعود عليه في دينه أو دنياه، ولا ينبغي للمسلم أن ينشغل إلا بحسنة لمعاده أو درهم لمعاشه؛ كما قال بعض الحكماء.

واعلمي أن هدف المسلم في هذه الحياة هو عبادة الله تعالى وعمارة الأرض وإقامة الحق والعدل، فقد قال الله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {الذاريات:٥٦} وقال تعالى: هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا {هود: ٦١}

وباتباعك للشرع تعبدين الله تعالى، وبمساهمتك في إقامة الحق بأي وسيلة تكونين قد حققت الهدف الأساسي من الوجود، وبذلك تنالين السعادة في الدنيا والفوز بالنعيم المقيم الأبدي في الآخرة. فقد قال الله تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {النحل:٩٧}

وأما تمني الوفاة لضر أصاب العبد فإنه لا يجوز، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي. رواه البخاري ومسلم.

ولا شك أن زيادة الحياة خير للمسلم ليزداد من الخير ويرجع عن الشر، وبإمكانك أن تطلعي على المزيد في الفتاوى: ٥٩٠٤، ٣٣٧٨٠، ٣٧٩٥٢، كما أن بإمكانك أن تراسلي قسم الاشتشارات النفسية بالشبكة.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٣٠ ذو القعدة ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>