للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الترياق الشافي لليائس من رحمة الله]

[السُّؤَالُ]

ـ[يا شيخ، أرجوكم عقيدتي في خطر، وأنا لم أعد أعرف السعادة، هل الله لم يتعهد برحمة من تكررت ردته، وإن ندم رغم أني في٢٣ من العمر؟

يا شيخ أنا غير راض عن حال ديني، فأنا ممن يعبدون الله على حرف، فإن أصابهم شر انقلبوا على دينهم وربهم، وانقطعوا عن الصلاة، وأقول السوء في حق الله وأتوب.

الآن لم أعد أتجرأ على الله، لكن تكررت إساءتي لله مرات ومرات، والآن أنا نادم.

يا شيخ، أنا أشركت الشرك الأكبر بالله أكثر من ثلاث مرات، وكله شرك مخرج من الملة.

الآن لم أعد أتجرأ على الله بسوء القول، وأريد أن أتوب وأهاجر في سبيل الله إن وجدت سبيلا، ولكن أخاف قول الله: (إِنَّ الَّذِينَ آمنوا ثم كَفَرُوا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازْدَادُوا كُفْرًا لم يكن الله ليغفر لهم) ، لم أعد أعرف ما أفعل فإني أعلم أن الله شديد العقاب، وأنا لا أقدر على ابتلاء الدنيا فكيف بعذاب الآخرة، هل رحمة الله لا تشمل مغفرة إساءتي لله رغم أني أبذل ما بوسعي. أصبحت أتمنى لو لم أكن شيئا حتى إني أصلي وأخاف أن لا تقبل صلاتي. بل أسأل الله ألا يدخلني نارا ولا جنة، ولكن أن يعيدني ترابا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنا ننصحك بالتوبة الصادقة إلى الله تعالى مما بدر منك سابقا، وأن تحرص على الاستقامة على الإيمان والطاعة، وتحذر كل الحذر من الوقوع في أي مظهر من مظاهر الشرك، وتستعين بالله تعالى في تحصيل الاستقامة وتستعيذ به من الشرك.

وعليك بالدعاء الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه حيث قال له: والذي نفسي بيده للشرك أخفى من دبيب النمل، ألا أدلك على شيء إذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره؟ قل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم. رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني.

واعلم أن الله غفور رحيم يغفر جميع الذنوب بما فيها الارتداد إذا صدق العبد في التوبة.

فعليك بالإتيان بكلمة التوحيد كلما صدرت من فمك هفوة، وواظب على الصلاة وحضور مجالس العلم، وأكثر من النظر في كتب الترغيب والترهيب.

وإياك أن يحملك الشيطان على اليأس من الرحمة ومواصلة طريق الضلال، فقد قال الله تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:٨٢} وقال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزُّمر:٥٣}

وراجع في موضوع آية النساء، وفي موضوع هجر أماكن السوء وأهمية الصحبة الصالحة لمن أراد الاستقامة الفتاوى التالية أرقامها: ٥١٠٤٣، ٢٦١٧٠، ٧٢٥٤٦، ٧٢٤٩٧، ٣١٧٦٨، ٦٩٩٠، ٦٢٦٨١.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٦ ذو القعدة ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>