للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لا يخيب من يعلق رجاءه بالله]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا فتاة أعيش مع والدتي وأخي الذي لا يعمل وله سوابق مع القانون. قام أخي مؤخراً بعملية نصب تورطت فيها أمي بعد أن قامت بتوقيع على وصل أمانة بالنيابة عنه وتم القبض عليه وعليها لأنهم لا يستطيعون تسديد المبلغ وهم الآن في السجن.

أمي مريضة وخائفة أن تموت في السجن ولا أحد يساعدني في محنتي لا قريب ولا بعيد بل الكل تخلى عني والجيران يتشمتون بنا. أنا دائماً أدعو الله أن يفرج كربتنا ويفرج على أمي ولا أستسلم لليأس.

أرجو النصيحة وكلمة طيبة تقوي عزيمتي وتساعدني في محنتي وأرجو دعوتكم لنا بالفرج القريب.

وشكراً لكم وجزاكم الله كل الخير.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

ففد أحسنت في حرصك على البر بأمك والسعي في حل مشكلتها هذه، وكذا ما ذكرت من عدم استسلامك لليأس وإكثارك من دعاء الله تعالى أن يفرج عنكم هذا الكرب، وهذا ما نؤكد عليك الاستمرار فيه، فما خاب من علق رجاءه بالله تعالى، ولا ريب أن الصبر على البلاء من أعظم ما يستعين به المبتلى ويتسلى به في تجاوز محنته، وراجعي في فضل الصبر وثواب الصابرين الفتاوى: ٧٣٨١٥، ١٣٢٧٠، ٢٥١١١.

وعليك بالاستعانة بالله أولا في سبيل مساعيك لحل هذه المشكلة، ثم الاستعانة بالثقات والعقلاء من الناس، ولن تعدمي بإذن الله تعالى من يعينك في إثبات براءة أمك إن كانت بريئة فعلا، أو سداد هذا المبلغ إن ثبت كونه مستحقا عليهما، ثم إن ثبت ما ذكرت من كون أخيك هو السبب وأنه فعلا قد قام بعملية الاحتيال هذه، فالواجب نصحه وتذكيره بالله تعالى وبسوء عاقبة ما أقدم عليه وخاصة عقوقه بأمه وإساءته لها.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٣ ذو القعدة ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>