للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[عدم الجمال لا يدل على غضب الله]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا غير جميلة وأحيانا يقابلني أناس في الشارع ويقولون لي إني (وحشه) المهم أنهم لا يعرفونني ومع ذلك يضايقونني ولا أدري ما الذي يستفيدونه من ذلك والمهم عندي أن أعرف هل ربنا غضبان علي لأني (وحشه) والناس يجرحونني

وساعات لما يضايقني أحد في الشغل وأحس بالإهانة وأتذكر دائما (الله يعز من يشاء ويذل من يشاء) أحس ساعتها أن ربنا غضبان علي وهذا يؤلمني جدا مع أني أحاول على قدر ما أستطيع أن أراعي ربنا في كل حاجة أعملها ولأني أريد أن أعيش حياة صحيحة على قدر ما أستطيع؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنوصيك أختنا الفاضلة أن تهوني على نفسك، وأن تعلمي أن هذه الحياة دار ابتلاء وامتحان، وخير ما يتسلى به المؤمن فيها إذا ابتلي الصبر، ففي ذلك حسن العاقبة في الدنيا والآخرة، وارجعي الفتوى رقم: ٥٢٤٩، وإن الجمال أو عدمه من تقدير الله تعالى، وليس للإنسان دخل فيه، فلا يقال إنه خلق قبيحا من أجل غضب الله عليه، نعم قد يبتلي الله المؤمن بشيء من المصائب بسبب بعض المعاصي التي ارتكبها كسخرية الناس منه ونحو ذلك، ولكن هذا ليس مطردا، فقد تكون المصيبة لمجرد الامتحان، وليس عقابا. وعلى المسلم أن يتوب من معاصيه على كل حال قال تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {النور: ٣١} وتراجع الفتوى رقم: ٦٥٨١٦، وهاهنا أمر ينبغي التنبه له وهو أن أمر الجمال نسبي يختلف تقديره من شخص لآخر، فمن يراه أحد الناس قبيحا قد يراه آخر على خلاف ذلك.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ شوال ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>