للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[وسائل الثبات على التوبة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أريد الإجابة على سؤالي وهو:

أنا أول مرة تعرفت على شاب وقامت بيننا علاقة لم تصل إلى مرحلة الجماع بل اقتصرت على بعض مقدماته، وتركني، وشاءت الصدف أن أحببت شخصا أصغر مني وأحس بحبي له فصارت بيننا علاقة، وكانت كذلك من دون جماع، وكان وعدني أنه سيتزوج ولكنه لن يتركني، ولكن بعد أن وجد خطيبته تركني وأنكر وعوده، تمنيت لو أنه أتى وقال نريد أن نتوب، لكن لأنه وجد البديل تركني وهو الآن سعيد وأنا تعيسة مع أني أنا وإياه ارتكبنا نفس الغلط وحاولت أن أنتقم منه لكني لم أستطع، وتبت لكن من ضياعي راسلت على الشات وتعرفت على شبان وأقمت علاقات ولكن لم أكن مرتاحة لهذه العلاقات ودائما أطلب من ربي أنه يبعد عني كل حرام، وأنا الآن مع بداية شهر رمضان قررت التوبة نهائيا بإذن الله، أرجو مساعدتي، الله يوفقكم لما فيه الخير]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أحسنت بهذا القرار، وإنه بحق أفضل قرار اتخذتيه في حياتك، قرار التوبة والرجوع إلى الله وهجر معصيته سبحانه، قرار الانضمام إلى حزب الله السعداء المفلحين ومفارقة حزب الشيطان الخاسرين، نسأل الله تبارك وتعالى أن يثبتك على قرار التوبة ويجعلها توبة نصوحا، ولكي لا يكون هذا القرار قرارا آنيا ثم يذهب أدراج الرياح فالمطلوب منك أن تقوي إيمانك وتزيدي معرفتك بالله عز وجل، من عرف الله اتقاه، ولذا كان العلماء يقولون: أخشى الخلق لله أعرفهم به.

ومما يفيد في تقوية الإيمان تلاوة كتاب الله العزيز وتدبره والاجتهاد في العمل به، وقراءة أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وسير الصالحين والتائبين، ومصاحبتهم في الواقع، وترك الرفقة السيئة التي تغري بالذنب وتدعو إليه، وهجر وسائل الإغواء والإفساد، وهذا الأمر في غاية الأهمية، فالتخلية قبل التحلية، ولعل التجربة السابقة تكون عبرة لك وعظة وتبصرة لك بسوء عاقبة المعصية والصحبة الخاسرة.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٦ رمضان ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>