للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لا يتحمل المرء وزر غيره]

[السُّؤَالُ]

ـ[لدي سؤال يحيرني منذ زمن: اشتريت جهاز استقبال فضائي "دش" قبل زواجي حيث كنت أعيش في بيت في حيز بيت والدي الذي رفض وجود الدش، فقمت بعد ٣ أيام من تركيبه بنزعه إرضاء لوالدي. ثم ذهبت لأخي وقلت له أريد أن أركب الدش في بيتك وعند الحاجة إليه تعيده لي.

وبعد ٤ سنوات طلبت من أخي الدش فرفض رفضا قاطعاً، فقلت له أنا لا أتحمل الذنب. فقال: لا، أنا سأتفرج والذنب ذنبك، أنت من دعاني إلى هذه الضلالة. أنا بصراحة لا أستطيع أخذه منه بالقوة وخائف من الذنب، فماذا أفعل؟

جزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن والدك كان مصيبا في منع دخول الجهاز لبيته، وأنك أخطأت في تركيبه في بيت أخيك إذا كنت تعلم أنه سيستخدمه في الحرام فقد قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة: ٢} وكان عليك أن تتخلص منه، وقد سبق بيان حكم مشاهدة القنوات الفاسدة والأفلام الخليعة ونرجو أن تطلع على ذلك في الفتويين: ٥٣٨٢١، ١٤٣٦٦، وعلى ما أحيل عليه فيهما.

وأما كونك تتحمل وزره بعد ما أردت إزالة الجهاز من بيته ورفضه لذلك فإنه غير صحيح ما دمت صادقا في إزالته لمنع المنكر فإن الله تعالى يقول: وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام: ١٦٤} والذي ننصحك به هو المبادرة إلى التوبة النصوح إلى الله عز وجل، وأن تحاول إزالة الجهاز من بيت أخيك بكل ما تستطيع، فإذا لم تستطع فإن الله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، ولتعلم أن من شروط صحة التوبة وقبولها الإقلاع عن الذنب وإزالة آثاره إن أمكن ذلك، وانظر الفتوى رقم: ٥٤٥٠.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٤ رمضان ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>