للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[كيفية التخلص من النظر إلى ما يحرم]

[السُّؤَالُ]

ـ[أعاني من النظر إلى الشباب وأنا خائفة من عقاب الله، وكذلك النظر إلى الصور الخليعة، وقد قابلت شاباً عدة مرات أمام الناس؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فسبب ما تعانينه هو ضعف الإيمان وعدم استشعار مراقبة الكريم الديان، وترقب العرض عليه يوم توزن أعمال المرء جليلها وحقيرها في الميزان، وينشر أمام ناظريه كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها: يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ {آل عمران:٣٠} .

فمن استشعر ذلك وجعله نصب عينه لم يهن عليه أن يوبق نفسه بالموبقات ويهلكها بتتبع الشهوات، ومخالفة أمر رب الأرض والسموات في قوله: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُو نَ {النور:٣٠-٣١} .

فتوبي إلى ربك مما سلف وغضي بصرك عما لا يرضي الرؤوف الرحمن، واعلمي أن الصور الخليعة والمواقع الساقطة الهابطة لا يجوز النظر إليها فهي محرمة شرعاً لما تؤدي إليه من الرذيلة وضياع الأخلاق الفضيلة، وراجعي للفائدة في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٣٦٠٥، ١٥١٩٦، ٢١٨٠٧، ٤٠٧٨٣، ٢٨٦٢، ٧٩٩٧.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٤ شعبان ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>