للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الجمع بين العبادة والتجارة في رمضان]

[السُّؤَالُ]

ـ[بعد شهر تقريباً يهل علينا شهر رمضان المبارك، وأنا تاجر وموسم تجارتي في هذا الشهر بحيث تكون تجارتي في هذا الشهر أضعاف باقي أيام السنة مما يؤدي ذلك إلى تقليلي قراءة القرآن وصلاة النافلة، أريد منكم النصيحة، هل أتجه إلى تجارتي للعمل بها في هذا الشهر أم أترك التجارة وأذهب إلى صلاة التراويح وقيام الليل، علماً بأني أقوم بالفرائض على أكمل وجه إن شاء الله، ولكن تجارتي في هذا الشهر تغطي احتياجاتي السنوية، وأخاف أن يضيع علي ثواب النافلة في هذا الشهر، وهل أصلي استخارة لهذا الأمر، فأرجو منك النصيحة والإرشاد؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإننا ننصحك بالاهتمام وبالحرص على الاستفادة من أعمال الخير في هذا الموسم العظيم، ولا حرج عليك في الاشتغال بالتجارة، بل عملك فيها إن كان بقصد توفير حاجتك وحاجة عيالك ومن تنفق عليهم كالوالدين عمل صالح تثاب عليه إن استحضرت النية الحسنة، وحاول أن تأخذ لك شخصا معيناً ينوبك في بعض الأوقات لتستفيد من مجالس الخير والأعمال التي تقام في رمضان ولكيلا تنشغل كلياً بالتجارة عن الأعمال الصالحة، وإذا تعارض وقت عملك التجاري مع وقت التراويح فحاول أن تقوم الليل وحدك أو أن تبحث عمن يتهجدون آخر الليل فقم معهم، واحرص على الإنفاق مما تكسبه في رمضان فقد كان صلى الله عليه وسلم في رمضان كثير الإنفاق وكان أجود بالخير من الريح المرسلة، كما في حديث البخاري.

وحاول الإكثار من الذكر دائماً وقلل من اللغو ولا تنس أن الله أثنى على رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ووعدهم بالثواب العظيم، وقد بينا ما تشرع له صلاة الاستخارة في الفتوى رقم: ٤٨٢٣ فراجعها، وراجع للفائدة الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٣٩٢٣٨، ٢٦٠٦٣، ٢٥٠٣٥، ٤٠٨٨٩.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١١ شعبان ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>