للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هل يستسمح التائب زملاءه الذين كذب عليهم]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب في السابعة عشر من عمري , وكنت أشارك في أحد المنتديات , وكذبت مرة كذبة على أصحابي وقلت لهم أني قد فقدت البصر , واني والله ما فعلت هذا اٍلا لأن الشيطان كان وقتها قد تمكن مني ولكني الحمد لله أصلي وأصوم وأحاول أن أكون مسلما جيدا , أصحابي صدقوا الكذبة وحزنوا علي كثيرا فقررت أن أخبرهم بالحقيقة , فدخلت للمنتدى وكتبت موضوعا واعترفت لهم وطلبت منهم أن يسامحوني لأني أخشى يوما تتبعثر فيه القبور , فهل كان تصرفي هذا صحيحا؟ أم أنه يعتبر نوعا من أنواع فضح ما ستره الله من ذنوبي؟ وهل كان يجب أن أعترف لهم وأطلب منهم أن يسامحوني حتى يتقبل الله توبتي؟

أفتوني جزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أخطأت في تعمد الكذب لغير ضرورة, والكذب محرم شرعا, وقد ورد فيه الوعيد الشديد, وعده النبي صلى الله عليه وسلم من سمات النفاق العملي, ووجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى منه توبة صادقة وتكثر من الاستغفار والأعمال الصالحة. وإذا ما حصل منك من الكذب إنما حصل في حوار عادي ولم يكن في كذبك تعد على حقوق أصحابك فإن قبول الله لتوبتك لا يشترط فيه استسماح زملائك لأن الحق لله وليس لهم, فلم يكن سماحهم شرطا في التوبة, فكان يمكن أن تتوب ولا تذكر الموضوع لأصحابك, ولاسيما إن لم يكونوا يعرفون شخصك في الأصل. وراجع الفتاوى التالية أرقامها: ٣٢٤٥١، ٥٤٥٠، ٦٥٢٨١ , ٥٦٩٥٧.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٦ رجب ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>