للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[شروط التوبة وصلاتها ودعاء التائب]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل هناك أشياء يجب أن أفعلها كي أتوب إلى الله تعالى كأن أصلي صلاة ما أو أتصدق بصدقة معينة أم أن التوبة محلها القلب فقط ومتى نويت التوبة من قلبي يتقبلها الله عز وجل؟ وهل هناك دعاء مأثور عن النبى صلى الله عليه وسلم للتوبة من الذنوب صغيرها وكبيرها؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنقول للأخت السائلة إنه يجب على المسلم أن يتوب إلى الله تعالى من كل ذنب ألم به وللتوبة شروط ذكرناها في الفتوى رقم: ٥٤٥٠، وعليه فإذا ندم المسلم على فعل المعصية بإخلاص وأقلع عنها وعزم على أن لا يعود إليها فقد تمت توبته من الذنوب التي لا تتعلق بحق المخلوقين وعليه أن يكثر من الاستغفار من الذنوب جملة وتفصيلا ويكثر من فعل الحسنات كنوافل الصلاة والصوم والصدقة وغيرها لعل الله تعالى يكفر بها عنه الخطايا قال سبحانه: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ {هود: ١١٤} وفي الحديث: وأتبع السيئة الحسنة تمحها. رواه أحمد والترمذي، وقد عد بعض أهل العلم التلفظ بالاستغفار من شروط التوبة، قال أحمد بن حجر الهيتمي في كتاب الزواجر عن اقتراف الكبائر بعد أن ذكر شروط التوبة المذكورة آنفا فقال: الرابع: الاستغفار لفظا على ما قال به جمع ففي المطلب أن كلام الوسيط قد يفهم أنه لا بد من قول الفاسق تبت قال: ولم أره لغيره نعم قال القاضي حسين وغيره إنه يستغفر الله بلسانه ظاهرا وباطنا عند ظهور الذنب. أهـ.

ثم ختم كلامه بعد مناقشة هذا الموضوع بقوله: ولا قائل من هؤلاء الأئمة حينئذ باشتراط التلفظ بالاستغفار. انتهى.

وتستحب صلاة التوبة وهي ركعتان يصليهما المسلم إذا أذنب ذنبا يقدم فيهما التوبة إلى الله تعالى كما ذكرنا في الفتوى رقم: ٧٤٧١، ومما يتعلق بالموضوع يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: ٤٢٠٥٢، والفتوى رقم: ٤٠٣٤٤، ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره. رواه مسلم، ولبيان التوبة من الذنب المتعلق بحق الخلق راجعي الفتوى رقم: ٥٩٧٦.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٢ جمادي الثانية ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>