للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الإحساس بالذنب والندم عليه خطوة على طريق التوبة]

[السُّؤَالُ]

ـ[الرجاء منكم أفيدوني وأجيبوا عن سؤالي دون توجيهي إلى سؤال مشابه وجزاكم الله خيرا: تعرفت على فتاة بنية الزواج غير أني أصبت بالوسوسة وأصبحت أبحث في ماضيها وعلاقاتها فصارحتني بكل شئء وكنت أتودد إليها كثيرا وتطورت المسألة إلى حدود الإغراء والإثارة وصارت بيننا قبلة وثانية بل وصل الأمر إلى ملامسة الفرج وكل ذلك والفتاة تحلم بعش الزوجية وبعدها بمدة وجيزة قررت أن أنهي العلاقة بدعوى أنها غير شريفة لكني فيما بعد أحسست بالذنب وشعرت أني أنا المسؤول عن كل شيء والسبب فيما حصل لأني أثرتها ولم أنصحها خاصة وأنها إمرأة ومعروف عن النساء ضعفهن أمام الإغراء إضافة إلى كون الفتاة يتيمة الأب وتفتقد الحنان والرعاية، فهل أنا مخطئ؟ وكيف يمكنني إصلاح خطئي؟ وكيف أتجاوز عقدة الشك والوسوسة؟ وكيف يمكنني اتخاذ قراراتي بثقة تامة في النفس؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالشعور بالخطأ بداية الطريق إلى الصواب، والإحساس بالذنب أول خطوة إلى التوبة، ويعقب هذا الشعور والإحساس خطوات أخرى، حتى تثبت القدم على طريق التوبة والاستقامة، والرشاد والعودة إلى الله، وإليك بعضا من هذه الخطوات:

فأولا: اقطع هذه العلاقة غير المشروعة مع هذه الفتاة، وتب إلى الله منها، واحذر من تكرارها مع غيرها، ولا ترضى للناس ما لا ترضاه لنفسك، فهل ترضى هذا لأختك أو إحدى محارمك؟ .. فالناس لا يرضونه!

ثانيا: اعلم أن الخطأ والذنب، لا يسلم منهما أحد، ولكن خير الخطائين التوابون، فلا تحكم على الفتاة بأنها غير عفيفة بمجرد هذه الزلة الناشئة عن ضعف بشري، وإنما انظر إلى غالب حالها، فإن كان غالب حالها الصلاح وللدين في حياتها نصيب فلا حرج من أن تكمل معها وترتبط بها.

ثالثا: اجعل الدين نصب عينيك في اختيار شريكة الحياة، فذات الدين تسرك إذا نظرت وتطيعك إذا أمرت، وتحفظك في غيبتك، وهذا ما تصبو إليه وما تسأل عنه، وهي علاجك من وسوستك، وشفاؤك من شكوكك، فاظفر بها، كما أن التوبة والاستخارة قبل الإقدام على العمل تبعد عنك هذه الشكوك إن شاء الله، وتجعلك أكثر ثقة في اتخاذ القرار، والخلاصة: أن إصلاح الخطأ حقيقة يكون بالتوبة إلى الله عز وجل مما سبق من المخالفات، وأنه لا حرج عليك أن تتزوج بهذه الفتاة إذا علمت من حالها عدم الإصرار على المعصية، وأنما وقع منها زلة.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٠ جمادي الأولى ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>