للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[في الصبر على الأذى أجر كثير]

[السُّؤَالُ]

ـ[بسم الله الرحمن الرحيم

عمري ٢٥ سنة أعمل في شركة مختلطة يعمل معي شخص جد متسلط، لا أعرف لماذا يعاملني باحتقار رغم أنني أتفاداه، معروف جدا بجديته ووقاره لزملائنا إلا معي، ملتزم ومطلع على الأحاديث، أنا محتجبة ولا أحب كثرة الكلام، لا أرى أي تفسير لكرهه لي، تجاهلت الأمر من قبل لكنه بدأ يحرجني أمام الزملاء بكلام يمسني ويمس كرامتي طلبت المساعدة من الأشخاص المقربين إليه، لكن دون جدوى، تحدثت إليه مرة عن الأمر قال إنه لا يحتمل أن يراني أعمل فمثلي يبقون في بيوتهم بلا عمل، لا أستطيع ترك عملي، لأنني وأسرتي نعيش به، بالإضافة فهو عمل شريف.. لا أدري ما يمكنني فعله.. خاصة بعدما هددني أنه سيتسبب في طردي من العمل، رجوته أن يتقي الله في لكن بلا فائدة؟ أشكركم مسبقا على الجواب.. والله ولي التوفيق.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما ذكرته عن هذا الشخص من التحقير بك وسوء معاملتك هو من إيذاء المؤمنين الذي نهى الله تعالى عنه ونهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول الله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا {الأحزاب:٥٨} ، وقال تعالى: وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ {الهمزة:١} ، وفي صحيح مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل المسلم على المسلم حرام: عرضه وماله ودمه، التقوى هاهنا، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم.

وفي الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد من حديث أبي برزة الأسلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه: لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من يتبع عورة أخيه يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته. والحديث صححه الألباني.

فننصحك بتقوى الله والصبر على ما ابتليت به، فإن الله يثيب على الصبر الأجور الكثيرة، ويمكنك أن تراجعي في عمل المرأة بالمجالات المختلطة فتوانا رقم: ١٩٢٣٣.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٩ ربيع الثاني ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>