للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حب الصحابة الكرام وحب جريج العابد]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا قبل فترة سمعت محاضرة في موقعكم، وهي قصة العابد جريج، وبعدها شعرت بشعور غريب جدا لا أستطيع أن أصفه، وبعدها أصبحت أحب العابد جريج جدا، وأتأثر عندما أتذكره أكثر من الصحابة، وأنا أقول إن الصحابة أفضل منه لكني أنا لا أستطيع أن أكذب على نفسي وأقول إني أتأثر عندما أتذكر الصحابة فهل هذا حرام أم لا؟

وإذا كان حراما فكيف السبيل إلى الخلاص من هذا، والشيء الآخر أن الله مَنّ علي بكثرة العمرة ولله الحمد فهل أستطيع أن أعتمر لهذا الرجل، أعني العابد أم لا؟ وجزاكم الله خيرا]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن حب أحد عباد الأمم السابقة أمر محمود إن لم يؤد لاعتقاد أنه أفضل من الصحابة، وأما التأثر عند تذكره أكثر من الصحابة من دون تفضيل له عليهم فهو غير محرم، إلا أن السبب قد يكون لعدم سعة اطلاعك على أخبار الصحابة رضوان عليهم، فقد كان لهم من الكرامات الربانية واستجابة الدعاء أكثر مما كان لجريج، فراجع كتب السيرة التي تتحدث عنهم كالإصابة والبداية والنهاية وسير أعلام النبلاء وصفة الصفوة وحلية الأولياء وحياة الصحابة، فستجد فيها من أخبارهم ما يجعلك تتأثر بالصحابة إن شاء الله، واعلم أن جريجا كان مخطئا في تقديم نافلة الصلاة على طاعة أمه، فكان الأولى به أن يخفف الصلاة ويسلم أو يقطعها ويجيب أمه، وقد ذكر النووي في شرح حديث جريج في باب تقديم الوالدين على التطوع بالصلاة وغيرها: أن الصواب في حقه إجابة أمه لأن إجابة الأم واجب وعقوقها حرام، وراجع الفتوى رقم: ٢٧٣٠٩ وراجع في مشروعية العمرة عنه الفتوى رقم: ٢٦٥١٦ والفتوى رقم: ٦٩٦٧٣

والله أعلم

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٦ ربيع الأول ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>