للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[التمسك بالدين عند الفتن]

[السُّؤَالُ]

ـ[سؤالي لا أعرف ماذا ستردون علي ولكن أريد أن تتيحوا لي الفرصة.

أنا وكثير من أمثالي في تونس نشتكي ونعاني من الاضطهاد والظلم وكثرة البدع والمنكرات وعدم وجود بنوك إسلامية وووووو.....

ليس لدينا علماء يدلونا وعندما نطلب فتوى نجد الرد وفقا لواقع المفتي وليس وفقا لواقعنا، نريد حلا، نريد حلا نريد حلا، لا تقولوا لي صبرا أعرف ذلك ,لا تقولوا لي الهجرة لأنها مستحيلة مع عدم وجود موارد مالية.

أريد حلا؟ إني متعب متعب جدا جدا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعلى المؤمن أن يصبر ويتمسك بدينه ويعض عليه بالنواجذ حتى يأتي أمر الله بالنصر للمسلمين. فهذا الذي ذكرت هو الزمان الذي وصف النبي صلى الله عليه وسلم كثرة الفتن فيه، وشدة ابتلاء المؤمن بدينه فيه، ففي سنن الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر. وفي المسند عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويل للعرب من شر قد اقترب، فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، يبيع قوم دينهم بعرض من الدنيا قليل، المتمسك يومئذ بدينه كالقابض على الجمر. وقال صلى الله عليه وسلم: إن من ورائكم أيام الصبر، للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم، قالوا: يا نبي الله أو منهم، قال: بل منكم. رواه الطبراني، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة. وقال صلى الله عليه وسلم: العبادة في الهرج كهجرة إلي. رواه مسلم. قال الإمام النووي: المراد بالهرج هنا: الفتنة واختلاط أمور الناس. وسبب كثرة فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنها، ويشتغلون عنها، ولا يتفرغ لها إلا أفراد. انتهى.

فعليك أيها الأخ أن تعي هذه الحقيقة وتعلم هذه السنة الإلهية وتتقي الله تعالى ما استطعت وتهتدي بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما عجزت عن تطبيقه من ذلك عمليا عجزا حقيقيا فإنك غير مؤاخد به عند الله تعالى إذا كان ميلك حقيقة هو إلى ما يحب الله ورسوله. قال تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا {التغابن:١٦} . وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ... وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم. متفق عليه.

ونسأل الله أن يعينكم على التمسك بدينكم ويثبتكم ويهديكم صراطه المستقيم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٦ ربيع الأول ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>