للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[توبة من تسببت في تضييع فرصة الزواج لجارة لها]

[السُّؤَالُ]

ـ[القصة بدأت منذ سنين وهي تخص جارتين، إحداهما توفيت رحمها الله والأخرى ما زالت على قيد الحياة (أطال الله في عمرها في طاعة الله) ، الجارة المتوفاة كانت صعبة الطباع ولم تكن تعامل جيرانها بطريقة حسنة، وكانت عندها ابنة، وفي يوم من الأيام وصلت رسالة لهذه البنت وبطريقة لا أدري وقعت هذه الرسالة في يد الجارة الأخرى التي كانت من المفروض أن تعطيها لها، ولكنها فتحتها وقرأت ما فيها وذلك بدافع الفضول، فوجدت بأنها رسالة من شاب ينوي أن يتقدم لخطبة تلك الفتاة وقد قال لها بأنه سينتظر ردها وإذا لم ترد عليه فسيفهم بأنها لا تريد الزواج منه، فبعد أن فتحت هذه الجارة الرسالة خافت من ردة فعل الجارة المتوفاة حالياً إذا أعطتها هذه الرسالة، فأبقتها عندها، وبذلك ظن الشاب بأن الفتاة لا تريد الزواج منه، ولحد الآن ما زالت هذه الفتاة لم تتزوج، السؤال الآن هو: أن هذه السيدة التي فتحت الرسالة تريد أن تعرف ما الذي يجب عليها أن تقوم به لتكفر عن هذا الذنب، إذ إنها تظن بأنها السبب في عدم زواج تلك الفتاة (بنت الجارة المتوفاة) ؟ وجزاكم الله خيراً، والرجاء الرد لأن هذه السيدة خائفة جداً من عذاب الله جراء ما قامت به منذ عدة سنين مضت.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن ما فعلت هذه المرأة التي وقعت الرسالة في يدها منكر وحرام يجب عليها التوبة منه، حيث فتحت رسالة لا تعنيها ثم حبستها عن صاحبتها حتى ضيعت عليها فرصة يمكن ألا تتكرر بقية عمرها، فكل ذلك من الخيانة التي حرمها الله تعالى، ومن تضييع الأمانة التي عرضت على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها.

وما دام الأمر قد وقع فإن عليها أن تبادر بالتوبة النصوح إلى الله تعالى، وتحاول أن تتلافى ما استطاعت ما أمكن لرد الأمور إلى نصابها فتعلم الشاب أن الرسالة لم تصل إلى من أرسلها إليها (خطيبته) وبإمكانه أن يرسل لها رسالة أخرى وتعلمها هي بما جرى وتطلب من الجميع السماح، هذا إذا لم يؤد إخبارها صراحة إلى منكر أكبر وأمكن تلافي الأمر, فإن كان ذلك سيؤدي إلى منكر أكبر أو زيادة في المشاكل فإن عليها أن تطلب منهما السماح إجمالاً ولا تخبرهما بتفاصيل الأمر، وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: ١٧١١٧، والفتوى رقم: ٢٢٧٣٠.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٩ صفر ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>