للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[يبتلي الله العبد ليرى صبره]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا فتاة جامعية عمري ٢٣ سنة غير متزوجة، ولا أعمل وأرى أن حالي موقوف فأنا بلا زواج ولا عمل، أريد أن اسأل عن حل لهذه المشكلة مع أني اقرأ القرآن وأصلي، لكني كنت أتحدث مع شاب كان زميلي وتحولت العلاقة بيننا إلى صداقة لكن سرعان ما انتهت العلاقة بيننا وأشعر بأن ذلك الشاب هو السبب في وقف حالي، وأنا الآن نادمة جداً وأريد حلا لمشكلتي فأنا أرغب بالزواج والعمل إن شاء الله؟ وشكراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يفرج عنا وعن الأخت السائلة كل كرب، وأن يقضي حاجاتنا إنه جواد كريم.

هذا ونوصيها بأن تشكر نعمة الله عز وجل عليها إذ هداها للإيمان، وأن تصبر على الابتلاء والامتحان، فإن الله عز وجل يبتلي العبد ليرى صبره، وربما كان الابتلاء بالإصابة بمكروه، وربما كان بفوات محبوب، ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: وما أعطي أحد عطاء خيراً له وأوسع من الصبر. جزء من حديث رواه البخاري.

ولتعلم الأخت الكريمة أن القرآن الكريم والسنة النبوية قد دلا على أن الذنوب سبب من أسباب نزول المصائب بالعبد وحرمانه من الرزق، قال الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {الشورى:٣٠} ، وفي مسند أبي يعلى عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما أصابك من مرض أو عقوبة أو بلاء في الدنيا فبما كسبت أيديكم، والله أكرم من أن يثني عليكم العقوبة في الآخرة، وما عفا الله عنه في الدنيا فالله أجل أن يعود بعد عفوه. وروى ابن ماجه وصححه السيوطي أنه صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد ليحرم من الرزق بالذنب يصيبه.

وعليه.. فما ذكرته من الحديث مع الشاب، وما تبع ذلك من تحول العلاقة بينكما إلى صداقة، لا نستبعد أن يكون هو سبب تأخر الزواج والعمل، فتوبي إلى الله وأنيبي إليه وثقي بعاجل فرجه، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٣ صفر ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>