للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[مقابلة إساءة الوالدين والإخوان بالعفو والصفح]

[السُّؤَالُ]

ـ[بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ومولانا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله وصحبه والتابعين له أجمعين إلي يوم الدين وسلم تسليما كثيرا، أستاذى الفاضل الكريم سيدى الشيخ أسأل الله لك الزيادة من نوره وعلمه وأسأل لك الجنة ورفقة سيدنا الحبيب الغالي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم آمين يارب العالمين أريد أن أقول لك شيئا لا أعرف من أسأل بما أشعر فلم أجد غيرك لأنك بإذن الله من أحباب الله ورسوله الكريم لكى توجهنى بما سأقول لك أرجو أن تتقبل سؤالي وتلتمس لي العذر من بعد إذنك وأتمنى أن تجيبني وتنير دربي أنار الله دربك بنوره وحبه ورحمته: سيدى أنا أعيش في حالة غريبة جدا من قبل عائلتي وبدايتهم أمي وأبي وبعدهم إخوتى وأخواتى فنحن عائلة وأخوة من أب وأم واحدة ولكن الغريب أننا نكره بعضنا ولا نحب بعضنا نهائيا وأنا متأسفة لما أقوله ولكن ما بيدى حيلة ولا أحد يود الخير للآخر حتى من أبي لا يريد سترتنا ولا تزويجنا فدائما يتكلم عنا الباطل ويهتك في عرضنا مع الناس ومع إخوته إلي درجه أن أصبحنا منبوذين من قبل الناس والعائلة ومن ناحية التربية لم يربونا على الحب مع بعضنا والحنان بل بالعكس لأنهم زرعوا فينا الحقد على بعضنا والكره بيننا وهنا أنا أريد أنا أتكلم عن نفسي قليلا فأنا من كثرة المواقف التى حصلت معى ومعاملة عائلتي معي كرهتهم وكرهت نفسي أستغفر الله وكرهت العيش معهم فعندما أتوجه لكى أصلي أجد نفسي أصلي وأقرأ قرآنا وأستمع إلي القرآن الكريم فوجدت نفسي ليس من قلبي ما أفعله بل أصطنع كل حركاتي فلا أجد النية وأجد نفسي مكتفة لا أريد أن أفعل أي شيء سوى أن أجلس وأسرح فبعدها وجدت نفسي أبتعد أكثر وأكثر إلى أن قطعت الصلاة ومع هذا أجد نفسي أكره منزلنا كثيرا ولا أشعر بالارتياح فيه نهائيا ولا أحب إخوتي ولا حتى أمي وأبي ولا أشعر براحة أبدا عندما أكون في البيت ولكن عندما أخرج أرتاح ولا أريد العودة أبدا أو حتى عندما أذهب إلي جارتي أرتاح وتكون عندي كل القابلية للصلاة وأريد أن أصلي وأقرا قرآنا وبالفعل أتوضأ وأصلي عندهم لكن عندما أعود للبيت أرجع كما كنت لا أكلم أحدا ولا أريد فعل أي شيء وأريد أن أوضح لك شيئا فإن أمي تسجنني وتعوقني كثيرا ولا تجعلني أخرج من البيت ولا لمجرد دراسة ولا حتى عمل ولا تجعلني أخرج أزور أصدقائي ولا أحد يزورني إلى درجة إلا عند هذه الجارة وتكون هي معي لا تتركني أخرج أبدا لوحدى أو ترسل ورائي أحدا يراقبنى ففعلا كرهت العيش معهم فهنا سيدي الفاضل لا أعرف ماذا أكتب من رغم كل ما كتبته فلا أجد نفسي مرتاحة أبدا وأحس أن لا يزال في جوفي كلام لم أخرجه بعد لا أحب أبي ولا أمي ولا أحب إخوتي ولا إخواني ولا أحب بيتنا فما بي ولا أحب حتى أن أصلي فيه أو أقرأ قرآنا في البيت يارب ساعدني ومحتاجة إلى دعواتك سيدي الفاضل ادعوا لي بالله عليكم أن تدعوا لي.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن المسلم ينبغي أن يكون صاحب عزيمة قوية، وأن يتحلى بالصبر والمسامحة، ونحن على يقين أن الخلق الحسن والكلمة الطيبة تؤثر ولا شك في أشد الناس جفاء في الغالب، فقابلي إساءة والديك وإخوانك بالعفو والصفح والمسامحة والكلمة الطيبة والزيارة، وفي حال وجود الخلاف فينبغي أن يسعى المسلم في طلب السماح والعفو من أخيه، ولا ينبغي لمن اعتذر إليه أن يستكبر، وننصح بمطالعة الفتوى رقم: ٤٨٠٢٦.

وننصحك أيتها الأخت الكريمة بتقوى الله تعالى والقيام بحقوقه سبحانه، والمحافظة على صلاتك ومجاهدة نفسك على ذلك، وترك الصلاة ذنب عظيم سبق الحديث عنه في الفتوى رقم: ٤٣٠٧، وليس من حق أبيك أن يمنعك الزواج، فإن أصر على موقفه فلك أن ترفعي أمرك للقضاء ليجبره على تزويجك أو يزوجك القاضي.

ويحرم على الأب أن يتكلم في عرض بنته، فإن ذلك من أعظم المنكرات، ولو كان صادقا فيما قال.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ محرم ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>