للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[سوء الظن قد يؤدي إلى هدم البيوت]

[السُّؤَالُ]

ـ[سؤالي / هو أنني شخص متزوج ولي ما يقارب سنة ونصف ولي ابنة وأن لي أعمالا أقوم بها على الانترنت من أسهم ومتاجرة فيها ومتابعة منتديات وأجلس متوسط ما يقارب ساعة في الغالب يومياً لكي أتابع مصالحي ومصدر آخر رزق لي ولابنتي ولها.

ولكن أعاني أشد المعاناة من زوجتي وظلمها لي، فى كل مرة تشك في أنني على علاقة بامرأة أخرى وتظن في ظن السوء دائماً تقوم بمراقبتي تفتيش جوالي في غيابي ودون علمي عندما تشك بشيء تستخدم أسلوبا كأنني متهم وهي قاضي التحقيق وفي أكثر من مرة أوضح لها العكس بأن الشخص الذي أكلمه هو رجل وتتأكد وتبرر بقولها إنها خائفة على بيتها؟؟

أرجو مساعدتي فيما أعانيه من عذاب نفسي وخوفي الشديد أن يأتي يوم أقوم بإنهاء هذه العلاقة والضحية ابنتي التى لم تكمل عامها الأول بسبب تصرفاتها وإثارتها للمشاكل بدون أسباب واقعية مجرد خيال وتوقعات!!

ولكم تحياتي.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنوصيك أخي الكريم بالصبر، فإن زوجتك ما يدفعها إلى القيام بما ذكرت إلا محبتها لك وغيرتها عليك، ومما يعين على غرس الثقة بينكما وجود الإيمان والخوف من الله تعالى ومراقبته سبحانه، فإن الزوجة إذا استقر في نفسها ذلك، علمت أن زوجها لن يذهب في طريق يغضب الله تعالى، ومما يعين على غرس الثقة أيضاً أن تكون الزوجة مشاركة لك في همومك مطلعة على جملة من أخبارك.

ونوصي الزوجة بتقوى الله تعالى، والإحسان إلى زوجها، وأن لا تدفعها الغيرة إلى إفساد بيتها بالمشاكل التي تعكر صفو المحبة والمودة، وأن تعزز ثقتها بزوجها وتظهر له ثقتها فيه وفي دينه وعقله، ونذكر الزوجة أيضا بأن الأصل هو حسن الظن بالمسلم قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ {الحجرات: ١٢} وكم أفسدت الظنون من أسر، وهدَّمت من علاقات.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٤ ذو الحجة ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>