للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[البكاء بين المؤاخذة وعدمها]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل البكاء يمنع من أجر الصابرين؟ وهل يعتبر قنوطا من رحمة الله أو عدم رضا بقضائه؟ وأقصد بذلك البكاء على الحال والشعور بأنه لن يتغير, وليس عن شرعية البكاء على الموتى؟ أرجو توجيه نصيحة للإعانة على الصبر. جزاكم الله خيراً]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمجرد البكاء عند المصيبة سواء كانت موتا أو غيره، من غير نوح ولطم ونحوهما لا ينافي الصبر، ولا يدل على عدم الرضا بقضاء الله وقدره، ولا يمنع إن شاء الله من الأجر؛ لما رخص فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما روى ابن ابي شيبة والطبراني وصححه الحاكم عن أبي مسعود الأنصاري وقرظة بن كعب رضي الله عنهما قالا: رخص لنا في البكاء عند المصيبة.

وهذا نبي الله يعقوب عليه الصلاة والسلام بكى لفقد يوسف عليه الصلاة والسلام كما قال تعالى: وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ {يوسف: ٨٤} قال القرطبي: وإنما ابيضت عيناه من البكاء؛ ولكن سبب البكاء الحزن فلهذا قال (من الحزن) أهـ

فمجرد دمع العين وحزن القلب لا ينافي الصبر ما لم يكن معه تسخط على قدر الله أو قنوط من رحمة الله، وأما عن النصيحة والحث على الصبر فانظر الفتوى رقم: ٢٧٠٨٢، بعنوان (الصبر جبر للمصيبة وحسن للعاقبة) وانظر كذلك الفتوى رقم: ٦١٤٨٥.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ ذو الحجة ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>