للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الفقر أفضل أم الغنى]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل الفقر أفضل أم الغنى؟ جزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يصح أن يقال: (إن الغنى أفضل من الفقر) مطلقاً، ولا يصح أن يقال أيضاً: (إن الفقر أفضل من الغنى) مطلقاً، بل ذلك يختلف باختلاف الأشخاص، فإن من الناس من يكون الفقر أفضل في حقه من الغنى، ولو أغناه الله لدخل النار، ومن الناس من يكون الغنى أفضل في حقه من الفقر، ولو أفقره الله لدخل النار، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: والفقر والغنى حالان يعرضان للعبد باختياره تارة وبغير اختياره أخرى..... ولا يجوز إطلاق القول بتفضيله على الآخر, بل قد يكون هذا أفضل في حال، وهذا أفضل في حال، وقد يستويان ... انتهى من مجموع الفتاوى ١١/١٢٣.

وقال أيضاً في موضع آخر من مجموع الفتاوى: قد يكون الفقر لبعض الناس أنفع من الغنى، والغنى أنفع لآخرين، كما تكون الصحة لبعضهم أنفع؛ كما في الحديث الذي رواه البغوي وغيره: إن من عبادي من لا يصلحه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك, وإن من عبادي من لا يصلحه إلا السقم ولو أصححته لأفسده ذلك، إني أدبر عبادي، إني بهم خبير. انتهى من مجموع الفتاوى ١١/١٢٠

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه عز وجل التوسط بين الفقر والغنى، روى النسائي في سننه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول:......... وأسألك القصد في الفقر والغنى. وقال عليه الصلاة والسلام: ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس. رواه البخاري ومسلم.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٥ ذو الحجة ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>