للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[من آثار الحسنات حصول سرور في النفس]

[السُّؤَالُ]

ـ[تحية من عند الله طيبة مباركة

وجزاكم الله خير الجزاء

أفيدونا أفادكم الله

لاحظت أنني حينما لا أصلي الفجر في جماعة أكون مضطرباً بشدة وضربات قلبي غير متوازنة وأخاف أنني مصاب بمرض القلب ولكن حينما أصلي أشعر بالهدوء خاصة قلبي كما أفيدكم أنني غير متدين للدرجة التي يمكنني أن أمنح هذا الفضل كما لا أريد أن أضع نفسي في غير موضعها وأخاف أن الشيطان يملي لي ذلك من باب الغرور والكبر لنفسي،،

أعاذنا الله وإياكم من الكبر وادعو الله لنا بالثبات.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأداء الصلاة جماعة في المسجد فضلها عظيم خصوصا إذا تعلق الأمر بصلاة الصبح التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأنها: من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء، فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جنهم. رواه الإمام مسلم في صحيحه، وللمزيد عن هذا الموضوع راجع الفتوى رقم: ٦٣٠٩٨، والفتوى رقم: ٢٣٩٦٢، فلا غرابة إذا أحسست براحة واطمئنان بعد أداء صلاة الصبح في جماعة، فذلك من آثار فعل الحسنات، والحسنات سبب لنور القلب وسرور النفس، كما أن السيئة ظلمة في القلب وضيق في النفس.

قال ابن الحاج في المدخل: فالحسنة لها نور في القلب وسرور يجد العبد حلاوة ذلك السرور وضياء ذلك النور ولن يدع الله جل ذكره المطيعين حتى جعل لهم بالطاعة اللذة والنشاط وقرة العين وحلاوة القرب إليه انتهى.

هذا إضافة إلى أن الصلاة عموما تجلب الطمأنينة وراحة القلب لأنها داخلة في عموم ذكر الله وقد قال تعالى: أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد: ٢٨} وقد قال صلى الله عليه وسلم في شأنها: يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها. رواه أبو داود وصححه الشيخ الألباني.

فجاهد نفسك على الاستقامة على أوامر الله تعالى بما في ذلك المحافظة على جميع الصلوات جماعة في المسجد، ولا تلتفت إلى وسوسة الشيطان ومكايده لكي يثبطك عن هذه الطاعة فيفوتك ثوابها أو يزرع الغرور والكبر في نفسك. وهذا من أمراض القلوب المهلكات.

وللفائدة راجع الفتاوى رقم: ٢٨٧٥٩، ٥١٨٢٧، ٥١٤١٤.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٦ شوال ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>