للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الصراع بين النفس الأمارة بالسوء والقلب المحب للخير]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا مسلم أعمل في شركة مالية. لدي من الخبره ما يؤهلني للعمل في أي بنك بضعفي الراتب الذي أتقضاة الآن. عملت في أحد البنوك {بعد التخرج من الجامعه مباشرة} لمدة ٥ سنوات, استقلت وقررت بعدها عدم العودة إليها قدر استطاعتي. بين الحين والآخر أحصل على عروض خيالية للعمل في البنوك. من الداخل أنا أرغب بذلك فقط لتحسين وضعي المالي ولكن في نفس الوقت أذكر الله فأرفضها نهائيا. هل هذا الاختلاف بين رغبتي والامتثال لأوامرلله يعد من النفاق؟ وهل إعلام أصدقائي بحالي يعد أيضا من النفاق؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحمد لله الذي رزقك نفساً تقوى على مقاومة الشهوات وحب الدنيا والمال، فإن القليل من النفوس هو الذي يتحمل ذلك ويقدر على مقاومته.

فلتحمد الله تعالى على هذه النعمة فقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين. رواه أحمد وغيره

وامتن الله على عباده المؤمنين بذلك فقال: وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ {الحجرات: ٧} ومعارضة النفس الأمارة بالسوء لما استقر عليه قلب المرء من حب الخير لا يُعد رياءً ولا معصية بل هو نتيجة طبيعية للالتزام بأمر الله تعالى، وما دام المرء لا يتمادى معه أو يستقر في نفسه أو يعزم على فعله فلا شيء عليه فيه.

وإخبارك لأصدقائك بذلك لا يُعد رياءً إلا إذا قصدت به إظهار عملك الصالح لتُحمد عليه أو ترائي به. وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: ١٦٥٥٣، ٤٩٣٩٨، ١٠٠٩.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٩ رمضان ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>