للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[احرص على حسناتك بترك المعاصي والآثام]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شخص عربي مسلم أعيش في أمريكا منذ خمس سنوات تقريبا حاولنا تجنب الحرام ولكن كان هذا الأمر صعبا جدآ والقصة أنني اشتريت محلا ونبيع في هذا المحل أشياء حلالا وأخرى حراما فمثلا نبيع مشروبات غازية كوكاكولا بيبسي عصيرومياه وبطيطه تشبس وثلج وحلويات والطامة الكبرى أنني أبيع سجائر وخمور وسؤالي هو هل يجوز التبرع من هذا المال علما أنني عندما أذهب إلى المسجد للصلاة، أضع بعض المال في صندوق الصدقة وبعض المال في صندوق تبرعات للمسجد بالإضافة إلى أنني أرسل بعض المال لإخوتنا المحتاجين في فلسطين وبعض المناطق الأخرى من العالم الإسلامي وسؤالي الثاني هو هل تقبل صلاتنا ونحن نبتاع ونشتري في هذا العمل فالوضع صعب لانستطيع أن نجد عملا آخر هل نحن نرتكب ذنوبا,

أفيدونا جزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك أن تكف عن بيع ما يحرم بيعه كالسجائر والخمور، وللتعرف على حكم بيعها راجع الفتوى رقم: ٥٦٢٥٦، والفتوى رقم: ٤٧٥١١. كما يجب عليك التخلص من الأرباح الحاصلة من بيع تلك المحرمات عن طريق صرفها في بعض وجوه الخير كبناء المساجد أو إرسالها لإغاثة بعض المسلمين المحتاجين في مختلف أنحاء العالم الإسلامي. فعليك الاقتصار على بيع ما يجوز بيعه فإن ما عند الله تعالى لا ينال إلا بطاعته، وما يكتب للإنسان من رزق سيصل إليه لا محالة. ففي سنن ابن ماجه وغيره من حديث جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها، وإن أبطأ عنها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب خذوا ما حل ودعوا ما حرم. وصححه الشيخ الألباني.

واعلم أن قبول الطاعات التي يفعلها المسلم أمر غيبي لا يمكن الاطلاع عليه فعلى المسلم الاجتهاد في تحصيل القبول من إتقان العبادة والإخلاص فيها لله تعالى. والمرجو أن من أدى العبادة مستوفية الأركان والشروط فعبادته مقبولة إن شاء الله تعالى بما في ذلك الصلاة؛ إلا إذا كان المسلم فعل فعلا من الأفعال التي نص الشرع على أن فاعلها لا تقبل له صلاة، وقد سبق التفصيل في الفتوى رقم: ١٦٦٠١، واعلم أن السيئات والحسنات في تدافع فاحرص على حسناتك بترك المعاصي والآثام. وللفائدة راجع الفتوى رقم: ٥١٣٥٨.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٠ جمادي الثانية ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>