للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الدنيا مزرعة الآخرة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا في الثانوية العامة فقدت أملي، الوقت ضاع مني، فاضل شهر فقط أريد نصحي؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن ييسر لك الخير حيث كان، وأن يستعملك في نصرة الإسلام، واعلم أنه بإمكانك أن تستفيد مما بقي من أيام قبل الامتحانات إذا استعنت بالله وتوفرت على المذاكرة، وقطعت عنك الشواغل والعلائق التي تصرفك (ومن ذلك تصفح المواقع على الإنترنت) .

وإن أهم نصيحة ننصحك بها أن تحفظ الله جل وتعالى في السر والعلن، فلا يطلع منك سبحانه على ما يغضبه، ولا تفرط فيما أمرك به، وإن من أهم الواجبات الصلاة على وقتها وبر الوالدين، ثم استعن بالله ولا تعجز، واصنع جدولاً للمذاكرة مقسماً على أيام الأسبوع، وإن أفضل وقت للمطالعة هو البكور بعد صلاة الفجر، ونم مبكراً لتستيقظ نشيطاً.

والجأ إلى الله تعالى وتوكل عليه، وأكثر من دعائه، فإن الله لا يعجزه شيء، والتمس في دعائك أوقات الإجابة الشريفة، وانظر آداب الدعاء وشروط قبوله وأوقات إجابته الفاضلة في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: ١١٥٧١، ٢٣٩٥، ٢٣٥٩٩، ١٧٤٤٩، ٣٢٦٥٥، ٨٥٨١.

فإذا بذلت الوسع في المذاكرة ولم تحصل ما ترجو من المعدلات، فلا تحزن ولا تبتئس، واستفد من أخطائك في هذه التجربة، واستصحبها في العام القادم، فتبدأ بداية قوية حذراً من أن تقع في سلبيات العام الذي لم توفق فيه.

هذا وإن الشأن في المسلم أن يكون حازماً في جميع أمره، ومن ذلك الدراسة النظامية إذا التحق بها، فإنه يأخذ أمرها بجدية ويعد لها العدة، ومع ذلك فإنه يجعل الآخرة نصب عينه، ولا يجعل الدنيا وشهاداتها ورتبها تفتنه عما كلفه الله تعالى به وخلقه لأجله، بل يجعل الدنيا مزرعة وطريقاً للآخرة، ويحتسب جهده فيها، ويحمله من النوايا الحسنة الشيء الكثير.

فإن العبد إذا جعل الآخرة أكبر همه، كفاه الله أمر دنياه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره في عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له. رواه الترمذي وابن ماجه، وصححه ابن حبان والألباني، ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: ٤٣٢١٥، والفتوى رقم: ٥٧٦٣٩.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٨ ربيع الثاني ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>