للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الابتلاء لا يدل بالضرورة على سخط الله على العبد]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا سيدة متزوجة منذ عامين أجهضت ولم أستطع أن أنجب بعد ذلك. أنا متعبة جدا من الناحية النفسية خاصة وأن كل المحيطين بي قد حظوا بهذه النعمة. أنا أحظى برضا الوالدين وحماتي، أخاف أن يكون الله غاضب عني. أرجو المساعدة.جزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهنيئا لك رضا والديك عنك ورضا حماتك، وينبغي كذلك أن تسعي في رضا زوجك، فإن حقه عليه عظيم.

وأما ما ذكرتِه من الإجهاض فإن كان بفعلك دون عذر شرعي يقتضي ذلك فهو محرم وجرم كبير يجب عليك التوبة منه والندم عليه والعزيمة أن لا تعودي إليه؛ لما ذكرناه في الفتوى رقم: ٢١٤٣، وراجعي للأهمية الفتوى رقم: ١٧٩٣٩.

وأما إذا كان سقط بنفسه فلا إثم عليك في ذلك ولا حرج، لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا {البقرة:٢٨٦}

وننبهك إلى أن مجرد تتابع نعم الله على عبده ليس دليلا محضا على رضاه عنه، كما أن مجرد ابتلائه إياه ليس دليلا على سخطه عليه، وقد بينا ذلك مفصلا في الفتوى رقم: ٣١٧٠٢ فلا تظني بربك إلا خيرا، ولتصبري على ما أصابك فإن الله تعالى قد أعد للصابرين أجرا عظيما، ومن ذلك الصبر على حرمان الولد لما ذكر في الفتوى رقم: ٥٦٤٧٩.

كما ننصحك بالتقوى، فقد قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ. والإكثار من الاستغفار. قال تعالى: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (١٠) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (١١) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا {نوح: ١٠-١٢} .

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢١ ربيع الثاني ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>