للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لا يؤاخذ الله أحدا بجريرة غيره]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا إنسان خجول جدا ولا أستطيع مصارحة أقاربي بأخطائهم التي يقعون فيها من (معاصي لكنها بسبب ارتكاب بعض الأقارب لها مثل المعاكسات فمعروف -دقه بدقه ولو زدت لزاد السقا- وهذا دين) ، والله صدق ما يقال أنا الآن أرى هذه النتيجة، لكن ولله الحمد أنها ليست من أفعالي لكن من أفعال بعض الأقارب وأخشى أن نبتلى بسببهم، فما نصيحتكم جزاكم الله خيراً، علما بأنه من المستحيل لي أنا شخصيا أن أفاتحهم في الموضوع بسبب هذه الأفعال؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن ما يفعله أقاربك من معاكسات وغيرها معصية منكرة، والمعاصي نذير شؤم على أهلها وعواقبها وخيمة عليهم في الدنيا والآخرة، نسأل الله أن يعافينا والمسلمين أجمعين.

ولذا يجب على المسلم أن ينكر المنكر بكل ما يستطيع، ففي الحديث: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

فعليك أخي السائل أن تنكر على أقاربك هذه الأعمال وأن تتعاهدهم بالنصيحة المزينة بالآداب الشرعية، ولمعرفة آداب النصيحة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: ١٣٢٨٨.

وينبغي لك أن تعود نفسك وتجاهدها على التخلص من الخجل المذموم الذي يجعلك تسكت عن قول الحق فإن الساكت عن الحق شيطان أخرس، وأما الاعتقاد بأن من يزني لا بد أن يزنى بأحد محارمه فلا دليل عليه، وحديث: من زنى زني به ولو بحيطان داره. حديث موضوع، كما قال الألباني في السلسلة الضعيفة حديث رقم (٧٢٤) .

وقولك هذا دين صحيح، ولكن معناه أنه دين على الفاعل نفسه يأخذه من اعتدي على عرضه يوم القيامة من حسناته إذا لم يسامحه، أما أن يكون القضاء من أهل بيته فلا، فالله سبحانه لا يؤاخذ أحدا بجريرة غيره، قال الله تعالى: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام:١٦٤} ، ولمزيد من الفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: ٢٥٢٥٠، والفتوى رقم: ٦٢٣٨١.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢١ ربيع الثاني ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>