للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الزواج مكتوب ولكن ...]

[السُّؤَالُ]

ـ[أرجو إجابتي بوضوح جزاكم الله خيراً.. هل الأخذ بالأسباب للزواج ضروري أم هو نصيب يأتي دون أي فعل مقصود لغرض الزواج ففي الحقيقة أنا حائرة فالكل حولي يقولون لي لن يقبل بك أحد وخصوصا أني فقيرة إلى الله وبدون عمل ولا أخرج من البيت إلا قليلا ولا أربط علاقات حرام وأحاول ما أمكنني أن لا أغضب الله مع أني أعصيه كثيراً، لكن لا أريد أن أتزوج بطريقة تغضب مني الله وأبقى أتذكرها طول العمر، فأنا أريد زوجا صالحا يأتيني من الحلال، بالله عليكم قولوا لي ماذا أفعل وادع لي؟ جزاكم الله خيراً وجعله في ميزان حسناتكم.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن أساسيات إيماننا وأركانه الاعتقاد الجازم بأن الأرزاق مقسومة؛ كما أن الآجال مضروبة، وأن الرزق يؤمر الملك بكتبه عند نفخ روح الجنين في بطن أمه، حيث يؤمر بكتب أربع كلمات: أجله ورزقه وعمله وشقي أو سعيد، فما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وبالتالي فإن الزواج من جملة ما يرزقه الإنسان وهو مكتوب له قبل أن يخلق، ولكن هذا لا يتنافى مع الأخذ بالأسباب المباحة، فإن الأخذ بالأسباب مأمور به شرعاً، وأهم تلك الأسباب اللجوء إلى مسببها وهو الله سبحانه بدعائه واللجوء إليه بأن ييسر هذا الأمر، ولا بأس بأن تعرض الأخت نفسها على من تتوسم فيه الصلاح والدين.

كان الله في عونها ونسأله سبحانه أن يرزقها زوجاً صالحاً.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٠ ذو الحجة ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>