للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الزاني والتوبة النصوح]

[السُّؤَالُ]

ـ[منذ حوالي سنتين كنت شابا ملتزما محافظا على ديني إلى أن تعرفت على شابة وأغرتني نفسي وبدأت-تحية ثم ابتسامة فلقاء- كانت نيتي طيبة إلى أن أدركت أن المرأة ماجنة وتدعي البراءة والعلم لله لقد سببت لي هذه العلاقة مشاكل حتى مع عائلتي وضاعت سمعتي ولم أنجح في إرغام نفسي على قطع هذه العلاقة حتى عندما أدركت أنها على خلاف مع عائلتها وأنها تقيم عند أناس معروفين بفحشهم ومؤخرا ولدت مني كما تدعي هي حاولت أن أتحمل مسؤليتي والزواج بها لكن امكانياتي محدودة وهي تهددني بأن تفضحني مع عائلتي وتتحول إلى عاهرة من أجل أن يعيش طفلنا فهي الآن ليست على وفاق مع الناس الذين تسكن معهم لقد تحولت حياتي إلى جحيم خصوصا أن والدي مسنان وأخاف على صحتهما لقد تدهورت أحوالي ولم أعد أفكر الا في قتل هذه المرأة لم أعد أستطيع أن أفرق بين الصالح والطالح كم أتمنى العودة إلى أيام الطاعة والالتزام لقد يئست حتى من نفسي أفتونا بارك الله فيكم وأتمنى منكم الدعاء حتى يفرج الله محنتي وتعود المياه الى مجاريها وبارك الله فيكم.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد قارفت ذنباً عظيماً عندما أنشأت تلك العلاقة الفاجرة مع هذه الفتاة، والواجب عليك التوبة فوراً والندم على ما فرطت في جنب الله، وعقد العزم على عدم العودة لذلك أبداً. وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٢١٢١٢، ٢٢٤١٣، ١١٠٦. أما الطفل الذي ولدته تلك المرأة من الزنا فلا علاقة لك به، ولا ينسب إليك ولا حقوق له عليك، وانظر الفتويين: ٩٠٩٣، ٦٠١٢. ولا تستسلم لتهديدات تلك المرأة وخوفها الله العظيم. واحذر أن تحاول قتل هذه المرأة، فتزداد إثماً على إثم، فإن قتل النفس التي حرم الله من أعظم الكبائر، وقد قال صلى الله عليه وسلم: لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم. رواه النسائي والترمذي. وقال أيضاً: لا يزال العبد في فسحة من دينه مالم يصب دماً حراماً. رواه البخاري. هذا، ومن أهم أسباب الاستقامة على دين الله اتخاذ رفقة صالحة من الشباب المؤمن المتوضئ، ففتش عنهم وانخرط في سلكهم، وشاركهم في طلب العلم النافع، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الإثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، وقد قال تعالى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ {الكهف: ٢٨} . واشهد الصلاة في جماعة، واجعل لك ورداً يومياً من كتاب الله تقرؤه بتدبر، فإنه شفاء لجميع أمراض القلوب والأبدان، قال تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ {الاسراء: ٨٢} . وحافظ على ذكر الله تعالى وخصوصاً الأذكار الموظفة التي تقال في الصباح والمساء وأدبار الصلوات وعند النوم، وتجدها وغيرها في كتاب" حصن المسلم" للقحطاني، وأكثر من سماع الأشرطة الإسلامية.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٩ ربيع الأول ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>