للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[شروط عدم المؤاخذة بالشعور بالحزن من االظلم]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا أعمل في شركة خاصة ولدي زميلة تعمل معي بنفس العمل وأنا بشهادة الجميع وبالإحصاءات أتفوق عليها بنسبة عالية جدا وبشهادتها هي أيضاً فأنا أنجز ما نسبته ٩٠ % من العمل في القسم ناهيك عن معرفتي وقدرتي على الاستنتاج وأخذ القرارات ولكن ما يؤلمني هو عند التميز تعامل مثلي تماما بل أفضل (فهي لا تعمل ولكن تحصل على كل الامتيازات) . هذا الموضوع يسبب لي الكثير من الحزن والألم الشديد الذي لا يمكنني أن أشكوه لأحد. فهل ما أشعر به حرام ولا يجوز وماذا علي أن أفعل لأتخلص من هذا الشعور الذي يصيبني بالإحباط الشديد ودائماً أقول في نفسي إن الدنيا ليست دار العدل وأنه لا سبيل أبدا ليتم إنصافي. وأخاف خوفاً شديداً أن يعاقبني الله إذا أنا شعرت بالضيق عندما أعمل تحت ضغط العمل الشديد وهي تعمل بكل راحة أرشدوني ماذا أعمل أكاد أفقد صوابي وأنا أتوجه دائما بالدعاء إلى الله ليريح بالي.

بانتظار ردكم بفارغ الصبر]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهنيئا لك على إخلاصك في أداء عملك، وجزاك الله خيرا على الاجتهاد في سبيل نفع المسلمين والسعي في مصالحهم، فخير الناس أنفعهم، وقد حث الشرع الحنيف على إتقان العمل والتفاني في سبيل إخراج ما يكلف المرء به من أعمال على أحسن صورة وأكمل وجه، وقد بينا فضل ذلك في الفتوى رقم: ٥٣٣٧٢.

والمرء حينما يخلص في عمله يرجو الأجر أولا من الله تعالى، ولا يقدح في إخلاصه أن يطلب العوض المقابل لهذا العمل في الدنيا. وحصول الحزن في القلب عند الظلم من الآخرين أمر طبيعي، ولا يعاقب المرء عليه بشرط أن لا يكون حزنه مشتملا على ما يغضب الله تعالى كالسخط على الأقدار، أو عدم الرضا بما قسمه الله تعالى.

وبناء على ذلك، فإننا ننصح الأخت الكريمة بالمداومة على إتقان العمل والصبر على ما فيه، وإن غلب على ظنها أن لها حقا لم تحصل عليه فلا مانع من أن تطالب به وتسلك في سبيل الحصول عليه السبل المشروعة، والله تعالى الموفق والهادي.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٠ ربيع الأول ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>