للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الجمال في منظور الشرع]

[السُّؤَالُ]

ـ[أريد أن أطرح مشكلة، أنا طالبة ثانوية وأشعر أني شكلي قبيح ودائما الناس يحكمون علي من الخارج وأنا من داخلي نظيفة وكذلك أصدقائي المقربون ودائما أجلس وأقول لماذا ربنا خلقني بهذا الشكل، ثم أرجع وأستغفر الله، هل أنا بذلك أغضب الله، وأرجو النصيحة لي والدعاء لي بالهداية.

وشكرا]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقولك: لماذا ربنا خلقني هكذا، فيه سوء أدب مع الله؛ لأن الله تعالى لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون، كما قال عن نفسه في سورة الأنبياء. فتوبي إلى الله من ذلك، ولا تعودي لمثله.

ثم إن الجمال وعدمه من تقدير الله تعالى، وليس للإنسان دخل فيه.

والجمال المفيد للإنسان هو جمال الباطن، بأن تكون أفعال الإنسان جميلة، فيكون جميلا في عبادته وفي أخلاقه وفي تعامله وفي جميع أحواله. فذلك هو الجمال الذي يبقى وتكون له ثمرة في الدنيا والآخرة.

وأما جمال البدن إذا لم يصحبه جمال الباطن فإنه قد يجلب لصاحبته من الشر أكثر مما ينفعها به. ومع ذلك فإنه سرعان ما يتغير مع الزمان، فيتحول البريق والرونق إلى تجاعيد وترهلات، وتحل العبوسة محل الإشراق.

ثم اعلمي أنه من الخطأ أن يكون للبنت أصدقاء مقربون من الرجال.

ونسأل الله أن يرزقنا وإياك جمال الباطن، ويمن علينا وعليك بما فيه الخير لنا جميعا.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٧ ربيع الأول ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>