للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[علاج اليأس من التخلص من أسر المعصية]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا امرأة متزوجة وملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي والحمد لله.

لكن هناك ذنب أقوم به ولم أستطع التخلص منه منذ أربع سنوات أو أكثر.

وقد حاولت التخلص من هذا الذنب مرارا وتكرارا وأقوم بالدعاء في صلاة قيام الليل وفي أوقات الدعاء المستجاب وقمت بأداء العمرة والحمد لله وفي خلال شهر رمضان وصيام النوافل وكل ذلك أدعو بصدق أن أتوب ويغفر لي ربي ذنبي.

لقد قمت بالتوبة الصادقة دائما إلا أن شيطاني أقوى مني وأعود مرة أخرى للذنب.

أنصحوني ماذا أفعل؟ إن كنت سأبقى هكذا عاصية لله فأنا أتمنى أن أموت حتى لا تزيد ذنوبي.

أفيدوني أفادكم الله.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الواجب عليك أن تأخذي نفسك بالشدة وأن تجاهديها أشد المجاهدة من قبل أن يفجأك الموت وأنت مقيمة على هذه المعصية، والله يعين من حرص على رضوانه. قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت: ٦٩} .

فلا تستسلمي لتخذيل الشيطان، فإنه يقنط العبد من رحمة ربه، ويشعره أن التوبة بعيدة المنال.. وأن من تأمل حال التائبين وجد أن أكثرهم قبل التوبة يقولون لا نستطيع التخلص مما نحن فيه، ولكن الله من عليهم بالتوبة لأنهم راجعوا أنفسهم وقوي عندهم إيمانهم لحظة التوبة، ومن هنا فإننا ننصحك بعلاج قلبك حتى يقوى على مقاومة الشهوات.

وعليك أن تستشعري مراقبة الله وأنه أعظم الناظرين إليك، وأنك قد تموتين أثناء قيامك بالمعصية، فتلقين الله وقد ختمت أعمالك بها، فيا لها من ميتة شقية عافاك الله منها.

واستمري في دعاء الله أن يعينك على الإقلاع عن تلك المعصية، وليكن سؤالك له بذل وإلحاح وتضرع..

واتخذي رفقة صالحة من الأخوات الفاضلات وانتظمي في سلكهن، واطلبي العلم معهن، واقرئي القرآن بتدبر واستشفي به، فإنه شفاء ورحمة للمؤمنين.

وتأملي إجابة الفتوى رقم: ٥٦٠٠٢.

وأما تمني الموت إذا خاف المؤمن على نفسه ضررا في دينه أو فتنة يقع فيها، فإنه غير مكروه، وقد فعله بعض السلف. وانظري الفتوى رقم: ٣١٧٨١.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٧ ذو القعدة ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>