للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[من تلبيس إبليس]

[السُّؤَالُ]

ـ[أرجو تفسير قول الرسول صلى الله عليه وسلم \\\" إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق\\\"

حيث إني أعرف شخصا يعتقد أنه إذا لم يفعل المسلم كل شيء صحيح في الدين فلا غبار عليه أن يفعل ما يشاء ... مثلا ... إذا كان يصلي فيجب أن يفعل كل شيء صحيح..أما إذا أراد أن يفعل شيئا يعتبر خطأ في نظر الدين فيجب أن لا يصلي!!....أرجو المشورة]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن تفسير الحديث قد سبق في الفتوى رقم: ٣٩٤٢٧.

وأما ما قاله الشخص فإنه باطل في مسألة ترك العاصي لبعض ما قدر عليه من الطاعة، فإن العبد مكلف بامتثال أمر الله في جميع شعب حياته عملا بقول الله تعالى: ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً {البقرة: ٢٠٨} . وبقوله: وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ {آل عمران: ١١٩} .

ولكن تقصيره في عمل ما لا يسوغ تقصيره في الأمور الأخرى فهذا الذي قاله هذا الشخص من تلبيس إبليس على الناس، حيث يبعدهم عن الطاعات فيوهمهم بعد ذلك أن الله لا يغفر لهم، وأما التزامه بجميع الطاعات فإنه أمر شرعي يجب التزامه، فلا يليق بمن يصلي أن يقصر في الطاعات ولا أن يقارف المعاصي، بل عليه أن يجتهد في إصلاح صلاته حتى تكون ناهية له عن الفحشاء والمنكر. قال الله تعالى: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {العنكبوت: ٤٥} .

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٢ ذو القعدة ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>