للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أصيبت بفتور وتقصيرفي العبادة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا لدي مشكلة كبيرة فأرجو المساعدة على إيجاد الحل السريع لها

إنني امرأة متزوجة منذ عامين وقد تحجبت بعد الزواج مباشرة مشكلتي هي رغم كوني لم أكن متحجبة من قبل إلا أنني كنت ملتزمة إلى حد كبير بأمور الدين من صلاة وعبادة وطاعة وحضور مجالس دينية هذا قبل الزواج أما الآن وبالرغم من أنني تحجبت إلا أنني وجدت نفسي بعيدة كل البعد عن ديني فالصلاة أصبحت لا أصليها دوما وهذه أكبر المصائب رغم أن هذا الشيء يتعبني كثيرا إلا أنني لا أدري ما يحصل لي حتى مجالس الدين التي أصبحت متوفرة لي أكثر وزوجي يحثني أن اذهب إليها أكثر لم أعد أذهب إليها طبعا قد تستغربون وربما تكرهونني ولكن أود أن تقرأوا رسالتي كأنها رسالة من ابنتكم أو أختكم التي تبذلون كل ما بوسعكم لمساعدتها

أرجو أن تفيدوني بأسرع وقت ممكن وتعينوني على أن أكون قريبة أكثر من ديني وربي وقرآني الذي كلما أتيت لأقرأ فيه أشعر أنني أقرؤه مجبرة أو ربما لا أجد الخشوع والله إن نفسي متعبة وحزينة لأجل ذلك ساعدوني أرجوكم.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإننا نشكرك على حرصك على طاعة الله سبحانه وتعالى، وحزنك على فوات بعض الطاعات في الوقت الذي يحزن فيه الناس على الدنيا وما يفوتهم فيها من متاعها الفاني. ولتعلمي أن ما أنت فيه من مظاهر ضعف الإيمان ونقصانه، وإن من عقيدة أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، فقد تكونين أذنبت ذنباً أو أحدثت بدعة فابتلاك الله بما أنت فيه، قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (الشورى:٣٠) ، فالله يعاقب عبده العاصي بعقوبات قدرية كعدم المسارعة إلى فعل الطاعات أو الزهد في أدائها وتركها بالكلية، وكعدم الرغبة في صحبة الصالحين، أو يعاقبه فيحرمه لذة قراءة القرآن، أو يحرمه صياماً كان يصومه، أو يذهب من قلبه الشوق إلى السحر ليقوم لله فيه، قال رجل لبعض السلف: إني لا أستطيع قيام الليل، فقال له: قيدتك ذنوبك.

وعلى ذلك فالواجب عليك التوبة إلى الله من ذنوبك، وإن من أقبح الذنوب التي تورث قسوة القلب: عقوق الوالدين وأكل الحرام ومجالسة فاعلي المنكرات دون إنكار عليهم، وكذلك النظر الحرام والاستماع إلى الموسيقى والغناء ونحو ذلك، فتوبي إلى الله من جميع الذنوب، قال تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (النور: من الآية٣١) ، فالمعاصي خطرها وبيل، ومن شؤمها أنها يجر بعضها بعضاً وكذلك من شؤمها الإدمان عليها حتى يطبع الله على قلب صاحبها ثم لا يبالي به في أي واد هلك.

ولمعرفة شروط التوبة النصوح راجعي الفتوى رقم: ١٩٠٩.

وأكثري من الاستغفار وكذلك تضرعي إلى الله أن يقبلك ويقيل عثرتك ويشرح صدرك واقرئي الفتوى رقم: ٣٨٣٠، فإن فيها ما يرغبك في أداء الصلاة ويرهبك من تركها.

والفتوى رقم: ٤٣١٥١، والفتوى رقم: ٢٩٦٢٨ وما يلحق بهما من الفتاوى فأن فيهما نصائح وإرشادات نافعة جداً.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٣٠ جمادي الأولى ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>