للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الميزان الصحيح للدنيا]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا فتاة يتيمة الأب والأم دللني والدي وعمتي أهوى رفقة الشبان بشكل كبير ربما لأني أشعر بالوحدة ونقص في الحنان زوجوني لابن عمي في ١٧ من عمري لكنه كان محكوم لذويه حاولت أن أغير ما به لكن لا جدوى بقينا مخطوبين عامين هو يحبني بجنون وأنا أحببته فالوقت يجعل هنالك نوعاً من الألفة والمودة لكن رغم حالته المادية الممتازة كان بخيلا بسبب أهله أقسم أني حاولت أن أغير ما به لكن دون جدوى فخنته وأصبحت عادة وعند يوم الزفاف حدث شجار بين أهلنا بقيت في منزله ١٧ يوما لكن رغم معاشرتنا كأزواج بقيت بنتا عذراء لم أقل لأهلي أنه لم يحدث بل وأعادوني إليه فاعتبر أني رخيصه فاذلني وضربني واتصل بأهلي وقال لهم إني ضربتها دون سبب وها أنا إلى الآن في منزل أهلي رفعت عليه قضية ولكن دون جدوى فأهلي يرفضون أن أقول للقاضي أني ما زلت عذراء لأن في هذا إشهار لابن عمي بدأت أتمادى في الخطأ وأنا أعي أنه خطأ هنالك شاب أحبني وأنا كذلك لكن كيف لي أن أكف عن الحرام وأنا لا أقدر أن أطول الحلال وللعلم الشاب الذي أحبه متدين لقد قطع علاقته بي إلى أن أترك زوجي أو يبتعد عني للأبد وهذا جعلني أسخط على الدنيا وأرتكب بحق نفسي أبشع الخطايا لا أدري أرغب بالتوبة لكن لا أقدر ماذا أفعل]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقبل الجواب نريد أن ننبه إلى أمر مهم ألا وهو الميزان الذي يزن به المسلم هذه الدنيا، فكم من الناس حسبوا أن هذه الدنيا دار القرار وأنها كل شيء، ولذا فهم يتنافسون فيها على قضاء شهواتهم والاستمتاع بما فيها من المتاع الزائل الزائف، ولو أدى بهم ذلك إلى انتهاك المحرمات وغضب الله تعالى دون أدنى روية أو تفكير، بل يسيرون في هذه الدنيا سيرة البهائم فهم كما قال الله تعالى: يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ (محمد: من الآية١٢) .

أما العقلاء فوزنوا هذه الدنيا بالميزان الصحيح الذي قرره خالق الدنيا والآخرة، وعلموا أن هذه الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة وأنها دار ممر يمر منها الإنسان إلى الآخرة ليجد عند ذلك ما قدم من عمل، ولذا تجد هذا الصنف من الناس لا يقيمون للدنيا قيمة، فلا يبالون ولا يهتمون لو فاتتهم لذات الدنيا كلها إن كانوا قد حصلوا على لذة القرب من الله، بل يزهدون في متاع الدنيا إن كان فيه أدنى شبهة.

ولذا فعليك أيتها الأخت أن تتقي الله تعالى وأن تراقبيه في أفعالك، واعلمي أن ما قمت به من الأفعال يجب عليك التوبة منه قبل أن تفارقي الدنيا للوقوف بين يدي ربك تعالى فتندمين حيث لا ينفع الندم، وراجعي لزاما الفتوى رقم: ٢٦٧١٤.

وأما بشأن حال ابن عمك وعجزه عن المعاشرة فمن حقك شرعاً أن ترفعي أمرك للقاضي، وليس لهم أن يمنعوك من ذلك، فإذا أرادوا إقناع ابن عمك بالتطليق دون رفع ذلك للقضاء فلا بأس، ولمعرفة بعض أحكام العجز عن الجماع الذي يعرف عند الفقهاء بالعِنَّة يمكنك مراجعة الفتوى رقم: ٤٨١٩٠.

ونذكرك ثانية بأنه يجب عليك أن تقطعي كل علاقة لا يرضاها الله تعالى.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠١ جمادي الثانية ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>