للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لا يستوي من دعي إلى فاحشة فعف مع من خطا إليها ثم عف]

[السُّؤَالُ]

ـ[لي صديق كان منذ أيام في سفر مع أصحابه السيئين إلى الشاطئ ومع الأسف قد جهزوا الأمر واصطحبوه معهم ودخلوا البيت على الفتيات، وباشروا بالأعمال القذرة وقد شاركهم في الترتيب للعملية في الأول لكنه تفاجأ بأن وصل الأمر بهم إلى دعوته لممارسة الفاحشة، وقال لي إنه لم يعد يشعر بشيء حوله في تلك اللحظة سوى أنه يريد الخروج من هذا المكان بعد أن كان بينه وبينها خطوة واحدة، وهو الآن يعتقد بأن ما فعله قد أكسبه حسنات كثيرة ورفع مقامه كثيراً عند الله (مع العلم بأنه لا يصلي أغلب الأوقات) ، وحتى الآن لا يعتبر أن ما فعله يستحق توبة لأنه انسحب قبل المباشرة ولا يريد أن يبتعد عن رفاقه، ولكنه لن يذهب معهم مرة أخرى، قال لي إنها لو حدث ما طلب منه سوف ينجم عنه كم جلدة وينتهي الأمر، فهل ينتهي الحساب بالجلد أم هناك حساب بالآخرة، أرجو منكم التفصيل قدر الإمكان والإجابة عن كل الأسئله، وجزاكم الله كل خير مع ذكر الفرق بين هذه الحالة والحالة التي تحدث عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن من أصاب فاحشة وعوقب عليها في الدنيا بالحد الشرعي فإن إقامة الحد تكفر الذنب، كما قال ابن حجر في الفتح، وأما الابتعاد عن الفاحشة فهو دليل على وجود الخير عند هذا الرجل ونرجو الله أن يأجره عليه إذا كان مخلصاً في ذلك لأن الكف عمل يثاب عليه العبد، كما قال الأصوليون، ولكن لا يستوي من دعته امرأة إلى الفاحشة وقد كان خالي القلب من التفكير في ذلك فعف وقال إني أخاف الله، مع من ذهب إلى أوكار الشر مع أصدقاء السوء فإن هذا الأخير قد اتبع بعض خطوات الشيطان ولكن الله سلمه، فإن إتيان أوكار الشر برفقة أصحاب السوء ذنب يحتاج للتوبة منه ولترك رفاق السوء، وراجع في خطورة ترك الصلاة وخطورة الزنى ومصاحبة أهل الشر، وفي الوسائل المساعدة على البعد عن الفاحشة الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٦٠٦١، ٢٤٨٥٧، ٢٦٢٣٧، ٣٢٦٤٧، ١٨٤٠، ١١٩٥، ٣٤٩٣٢، ٣٠٤٢٥، ٢٠١٦، ٧٣٢٠، ٨٠٢٨، ٤٣٣٧٣.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٠ جمادي الأولى ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>