للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[مسائل حول الإخلاص وحب مدح الناس]

[السُّؤَالُ]

ـ[تحية طيبة لكل القائمين على هذا الحصن الإسلامي المنيع حقيقة إني أعاني من سيطرة بعض الهواجس على فكري، مما يسبب لي العجز والخمول في كل شيء، كيف نفرق بين الرياء وحب نيل المديح والتميز وهل حب إبراز النفس والتفوق حرام أم حلال، كيف يمكن للإنسان أن يجعل عمله لوجه الله هل يقول هذا العمل لوجه الله فقط أو يكفي أن يكون هذا العمل فيه خير لنفسه وللناس فيكون بذلك عمل لوجه الله، هل يؤجر الإنسان على العمل الذي تقتصر منفعته على نفسه هذه الأسئلة أربكتني عن العمل حيث إنني كنت أقضي وقت فراغي كله في الأعمال اليدوية واختراعات بسيطة وجمع معلومات من جميع المجالات لاستخدامها في حياتي وتعلم فنون الحرب الشرقية، حيث أجد في هذه الأعمال سعادتي وراحتي فهل يؤجر الإنسان على هذه الأعمال؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من العجز ويحذر منه، فقد كان يقول في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل. رواه البخاري ومسلم.

وكان يقول: احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز. رواه مسلم.

ثم إن حب الإنسان لأن يمدح بما فيه من خصال الخير والصفات الحميدة لا بأس به إذا كانت الصفات جبلية أو عادية أو تعبدية وقد عملها مخلصاً فيها، وأما فعل العبادة طلباً لمدح الناس، فإنه من الرياء المذموم.

وأما حب التفوق على الآخرين فلا حرج فيه إن لم يؤد للكبر أو العجب فقد حض الله على المسابقة في الخير فقال: فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ [المائدة:٤٨] ، وكان عمر يحب التفوق على أبي بكر رضي الله عنهما في الإنفاق في سبيل الله، وأما نيل الأجر على الأعمال الدنيوية فإنه يرجى حصوله لمن احتسب فيه الأجر عند الله، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

وروى كعب بن عجرة أنه مر على النبي صلى الله عليه وسلم رجل فرأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلده ونشاطه فقالوا: يا رسول الله لو كان هذا في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كان خرج يسعى على ولده صغاراً فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان. رواه الطبراني وقال المنذري والهيثمي رجاله رجال الصحيح، وصححه الألباني، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية في أمور الإخلاص ومدح الناس: ١١٢٥٥، ٧٥١٥، ٤٩٤٨٢، ١٠٣٩٦، ٤١٢٣٦.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٥ جمادي الأولى ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>