للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ارتكبت معصية فشهر بها زملاؤها مع توبتها فكيف تعاملهم؟]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا أخت مسلمة ملتزمة بدين الله محترمة في محيطي لا أسمح لأحد بتجاوز حدود الاحترام معي, حدث أنني في فترة من فترات ضعف الإيمان فتحت بعض المواقع الإباحية على الإنترنت, الله سبحانه وتعالى عليم بقدر ندمي وحسرتي وبصدق توبتي, مع الأسف لقد كنت مراقبة من بعض الزملاء في العمل, فما كان منهم إلا أن شهروا بي وتغيرت معاملتهم لي, كيف يمكن صدهم علما بأنهم أناس متفسخون لا يفهمون معنى التوبة أو غيره هل تحمل أذاهم فيه مغفرة لذنبي أم أن عدم التصدي لهم سيجعلهم يطمعون اكثر؟ جزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن النظر إلى المحرمات والمواقع الإباحية لا يجوز شرعا، وأن من أدمن على ذلك قسا قلبه وفسد مزاجه وانطفأ نوره وجره إلى ما لا تحمد عقباه.

وبإمكانك أن تطلعي على المزيد من الفائدة في الفتاوى التالية أرقامها: ٦٦١٧، ٢٦٦٢٠، ٢٨٨١٤.

ولكن كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، ومن تاب توبة صادقة تاب الله عليه، ولا يجوز لأحد بعد ذلك أن يعيره أو يعيب عليه أو يشهر به حتى ولو كان ذلك على سبيل التعريض.

فلا يجوز للمسلم أن ينال من عرض أخيه المسلم وخاصة بعد ما يتوب من الذنب، فقد روى أبو داود أن رجلا من الصحابة ارتكب معصية فتاب منها توبة صادقة وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقام عليه الحد. فسمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلان من أصحابه يتكلمان فيه فسكت عنهما ثم سار ساعة حتى مر بجيفة حمار شائل برجله، فقال: أين فلان وفلان؟ فقالا: نحن ذان، يا رسول الله، قال: انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار، فقالا: يا نبي الله: من يأكل من هذا؟ قال: فما نلتما من عرض أخيكما آنفا أشد من أكلٍ منه. وقال صلى الله عليه وسلم: يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان إلى قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورات المسلمين تتبع الله عورته حتى يفضحه في بيته. رواه أبو يعلى في مسنده، والبيهقي في الشعب.

فعليك أن تنصحي زملاءك وتبيني لهم الحقيقة وأن الواجب عليهم هو الستر على من صدر منه خطأ وتاب منه، وأن من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة وخاصة إذا كان الشخص صالحا وصدرت منه هفوة أوعثرة.

ولا شك أن ما يصيبك من أذاهم والصبر على ذلك ستنالين به الثواب والأجر عند الله تعالى، فقد جاء في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم..حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. وفي رواية: إلا رفعه الله بها درجة أو حط عنه بها خطيئة.

ولمزيد من الفائدة عن حكم عمل المرأة تراجع الفتوى رقم: ٨٣٦٠، والفتوى رقم: ٧٥٥٠.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٨ صفر ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>