للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الرياء أخفى من دبيب النمل]

[السُّؤَالُ]

ـ[بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أنا فتاة والحمد لله ملتزمة ولكن منذ فترة قصيرة تقدم لخطبتي أحد أقاربي والحمد لله هو إنسان ملتزم إلى حد كبير ولكن دون أن أشعر بدأ بيننا حب غير عادي لدرجة أننا لا نطيق غيابنا عن بعض ولكن لا نفعل والحمد لله ما يغضب الله ولكننا اتفقنا من البداية أن نعين بعضنا على طاعة الله فاتفقنا على أن نجتهد في حفظ القرآن وقيام الليل والصيام والاجتهاد في طلب العلم وبدأنا فعلا بفضل الله ولكنى يا سيدي كنت أفعل هذا كله من قبل أن أرتبط به لأني أريد رضا الله وأريد أن أقترب من ربي أما الآن أشعر بأنني أفعل هذا من أجله هو وكأن إخلاصي لله ٠٠٠٠٠٠

ويهمس الشيطان أكثر فأشعر بأنني أفعل كل هذا رياء

فماذا علي أن أفعل سيدي أخاف من سوء الخاتمة

وجزاكم الله عني خيرا]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد على الطاعة، ولتعلمي أنه لا يجوز للخطيب أن يخلو بخطيبته أو أن ينظر إليها أو يتحدث معها إلا في بداية الأمر عند الخطبة، فإذا رضيته ورضي بها فعليهما أن يكفا عن الاتصال ببعضهما حتى يتم العقد.

ولا مانع أن يتفقا على إنجاز عمل ما قبل الزواج أو حفظ القرآن.. وأن يوصي كل منهما صاحبه بتقوى الله وفعل الطاعة.. ولكن لا تجوز لهما الخلوة ولو كان ذلك على العبادة، فإن الخطيب أجنبي قبل العقد لا تجوز الخلوة به، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ولا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما. رواه أحمد وأصحاب السنن.

ولمزيد من الفائدة عن هذا الموضوع، نرجو الاطلاع على الفتاوى التالية أرقامها: ٣١٣، ٢١٢٤٣، ٢٣٧٢٥.

وبخصوص الرياء وعدم الإخلاص، فلا شك أن الرياء أخطر الأمور التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم وتكمن خطورة الرياء في أنه أخفى من دبيب النمل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: أيها الناس اتقوا هذا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل، فقال من شاء أن يقول: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه. رواه أحمد.

وننصح السائلة الكريمة بأن تكثر الدعاء المذكور، ومن الأعمال الصالحة، وتجاهد نفسها على الإخلاص،

ولعل ما تجده هو من وساوس الشيطان لتترك العمل الصالح.

وقد قال الفضيل بن عياض رحمه الله: ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما.

ولمزيد من الفائدة، نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: ١٠٩٩٢.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٣ صفر ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>