للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[إصابة أمك بالجلطة أمر قد قضاه الله تعالى وقدره]

[السُّؤَالُ]

ـ[منذ ٦ شهور أصيبت أمي بأزمة صحية وحاولنا إدخالها المستشفى وطلب المستشفى مبلغا كبيرا وكانت حالتها سيئة ولكننا نقلناها إلى مستشفى آخر وأصيبت بجلطة في المخ وشلل نصفي ومن يومها وأنا اشعر وكأنني السبب وهي في الثمانين من عمرها بهذا المرض وأنني قد بخلت عليها برغم أنني من يومها قد صرفت ومازلت أكثر بكثير مما طلب وأحاول أن أخدمها وأطببها وأدعو لها ولكني لا أزال أشعر بالذنب. وكنت قبلها مباشرة عائد من سفر عمل فاشل فهل أنا السبب فيما حدث وماذا أفعل.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فبر الأم والإحسان إليها والقيام بمصالحها وضرورياتها ومن ذلك العلاج أمرٌ واجبٌ على الأبناء، قال الله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا {الإسراء:٢٣} ، وإذا كنت قد سعيت في علاج أمك، ونقلتها من المستشفى الذي كانت فيه إلى غيره لكون تكاليف ذلك المستشفى مُبَالغاً فيها، أو لا تستطيع دفعها، فلا إثم عليك ولا حرج، وإصابتها بالجلطة أمرٌ قد قضاه الله تعالى وقدره، وقد قال: وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ {الرعد: ٨} ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك. رفعت الأقلام وجفت الصحف. رواه الترمذي. وعليك أخي أن تجتهد في خدمتها فيما بقي، واحرص على رضاها، نسأل الله تعالى أن يجزيك خيرا، وأن يغفر لك ما قد حدث أو يحدث من تقصير.

والله أعلم

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٦ ربيع الثاني ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>