للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[التحدث بالمعصية ذنب ينضاف إلى فعلها]

[السُّؤَالُ]

ـ[أول شيء أحب أهنئ كل العاملين في هذا الموقع الرائع الذي فيه خير المسلمين، ونسأل الله تعالى أن يثيبنا وإياهم على ما قدموه من فائدة، السؤال: رجل عمره أكثر من ٧٠ سنة يتفاخر بمعاصيه في الماضي وحاولت أن أجعله لا يفاخر بالسوء ولكنه في كل مرة يكرر ما فعله في الماضي من كلام وأفعال يقشعر لها البدن، كيف أجعله يبتعد عن هذه العادة خاصة أنه يهمني جداً، أفيدوني أفادكم الله؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن التحدث بالمعصية بعد فعلها ذنب خطير ينضاف إلى فعل المعصية، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: ٢٨٢١٨.

وعلى هذا فالواجب على هذا الرجل أن يتقي الله تعالى ويقلع عن المعاصي والمجاهرة بفعلها، خاصة أنه قد تجاوز عمرا أعذر الله إلى أصحابه، قال الله سبحانه: أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ [فاطر:٣٧] ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغه ستين سنة. رواه البخاري.

قال ابن حجر في الفتح نقلا عن ابن بطال: إنما كانت الستون حدا لهذا لأنها قريبة من المعترك، وهي سن الإنابة والخشوع وترقب المنية، فهذا إعذار بعد إعذار لطفا من الله تعالى بعباده.

وليتذكر هذا الرجل قول النبي صلى الله عليه وسلم: أعمار أمتي ما بين ستين إلى سبعين وأقلهم من يجوز ذلك. رواه الترمذي وحسنه الألباني.

أما أنت أيها الأخ الفاضل فإياك أن تدع نصح هذا الرجل وإرشاده إلى الحق، بل داوم على موعظته وتخويفه من عقاب الله تعالى إذا لم يتب، واستعن على ذلك بسؤال الله تعالى ثم بالأشرطة والكتيبات وبمن تراه مؤثراً من أهل الخير والصلاح، فالأمر خطير جداً، ونسأل الله تعالى أن يمن علينا وعليه بالهداية.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٢ صفر ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>