للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[من أعظم الشكر على نعمة التوبة المحافظة عليها بدوام الاستقامة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب كنت أحب مشاهدة الأفلام الجنسية وغيرها في مختلف الوسائل لكن في رمضان التزمت والحمد لله وتبت إلى الله توبة نصوحاً بعد رمضان، ومع مرور الأيام بدأت تلك الصور الخليعة تأتيني وتؤثر علي كما أصبحت أتخيل الفتيات عرايا وفي وضع جنسي، وتعدى ذلك إلى أفراد عائلتي علماً بأنني أحاول أن أقاوم ولكن بلا فائدة أحياناً هل أنا آثم لهذه التخيلات، وماذا أفعل لتزول وتذهب عني ذلك، علماً بأني أحب أن أتمسك بديني وأخاف أن أعود إلى ما كنت عليه؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم أنك بتوبتك من مشاهدة هذه الأفلام قد سلكت سبيل الجادة ولزمت طريق الصواب، وهذه نعمة تستوجب شكر الله تعالى عليها، ومن أعظم الشكر على هذه النعمة محافظتك عليها بدوام الاستقامة، وعدم الوقوع في الردى بعد سلوك سبيل الهدى، ولا ريب أن هذا مما يغيظ الشيطان، فأراد أن يفسد عليك توبتك ودينك بمثل هذه الخواطر، والتي إذا قمت بمدافعتها وعدم التأثر بها، فإنها لا تضرك، روى أبو داود في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إن أحدنا يجد في نفسه يعرض بالشيء، لأن يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم به، فقال: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة. وأما إذا استقرت هذه الخواطر في القلب واستلذت بها نفسك، فإنك تؤاخذ بها، روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه سولم قال: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطى، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه. فكن يا أخي على حذر من هذه الخواطر، وجدد التوبة، واتخذ الوسائل التي تعينك على الثبات على الحق من لزوم المساجد، وتلاوة القرآن، ومصاحبة الأخيار، وتذكر العاقبة والمآل، والوقوف أمام العزيز الجبار، نسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد.

وراجع لمزيد من الفائدة الفتوى رقم: ٧٠٠٧، والفتوى رقم: ١٥٥٥٨.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٥ محرم ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>