للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[وسائل الاتصال الحديثة.. بين شكرها وكفرها]

[السُّؤَالُ]

ـ[كثرت في هذه الأيام رسائل الحب والغرام (رسائل جوال)

فأريد أن أبين فضل الرسائل الإسلامية والدعوية وأريد أيضا أن أعرف عن رسائل الحب والغرام ماذا تفعل بصاحبها، فأريد منكم إجابة مقنعة حتى أستطيع أن أقنع من حولي بها

وأحاول نشرها في كل مكان فأرجو أن تكون الإجابة شافية]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن من أعظم نعم الله تعالى على خلقه أن يسر لهم سبل الاتصال بوجود هذه الأجهزة من هاتف محمول أو شبكة الإنترنت وغيرهما، وشكر كل نعمة بحسبها، فشكر مثل هذه النعم يكون بتسخيرها في طاعة الله تعالى، والدعوة إلى منهج الحق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، وهذا أمر متيسر، وعاقبته الخير، قال الله تعالى: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (آل عمران:١٠٤) ، وثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ... الحديث، فحري بالمسلم أن يشكر ربه على هذه النعمة ليبارك له فيها، وليزيده من فضله، قال تعالى: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ (ابراهيم: من الآية٧) .

وإن من كفران هذه النعمة تسخيرها في معصية الله تعالى، بمثل ما ذكر السائل من رسائل الحب والغرام التي هي من فتح باب الشر على شباب وشابات المسلمين، وقد توعد الله تعالى من يسعى إلى نشر الفاحشة في مجتمع المسلمين بقوله سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ (النور: من الآية١٩) ، فليتق الله من اتخذ هذا النهج سبيلاً، وليعلم أن عاقبة ذلك الندم، وزوال النعم، قال تعالى: وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (النحل:١١٢) .

ونرجو مراجعة الفتاوى: ٥٧٠٧ / ٩٣٦٠ / ٥٢١٩. لمزيد من الفائدة.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٩ محرم ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>