للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[من الأفضل للمرء عدم قطع ما اعتاده من فعل الخير]

[السُّؤَالُ]

ـ[كنت أعمل وأخصص مبلغا من مرتبي لبعض الأقارب على سبيل كفالة أيتام ولكني علمت لاحقا أنهم يأخذون معاشا أرى أنه من الممكن أن يكفيهم ذل السؤال، ثم تركت العمل فهل انقطاعي عن إعطائهم المبلغ المعتاد من المال يعد إثما وهل هم يعتبرون من الذين يستحقون الكفالة؟

أرجو إفادتي حيث أن هذا الموضوع يشكل عبئا نفسيا كبيرا علي. ولكم جزيل الشكر.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكفالة اليتيم من القربات التي يعظم ثوابها عند الله تعالى، فقد ثبت الترغيب في فعلها في الحديث المتفق عليه، حيث قال صلى الله عليه وسلم: أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى، وفرَّج بينهما شيئاً.

فإذا كنتِ قد تطوعت بذلك المبلغ فهذا عمل طيب تثابين عليه إن شاء الله تعالى، ولا يجب عليك الاستمرار فيه سواء كان الأيتام المذكورون يحصلون على مكافأة أم لا؟

والمكافأة التي يتقاضاها أولئك الأيتام إن كانت تكفي لتوفير جميع حاجاتهم الضرورية فتعتبر كفالة لهم، ولكن من الأفضل في حقك والأكثر ثواباً عند الله تعالى عدم قطع ما اعتدتِ عليه من فعل الخير خاصة إذا كان ما يحصل لهؤلاء اليتامى لا يكفي لسد حاجاتهم الأساسية، وتذكري قول الله تعالى: وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم.

وقوله تعالى أيضاً: وما تفعلوا من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجراً.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٩ ذو الحجة ١٤٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>