للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[زنا ويريد أن يتوب]

[السُّؤَالُ]

ـ[لا أعرف من أين أبدأ بالكتابة

إخواتي الكرام مشكلتي بدأت من هذا اليوم المشؤوم ٨-١-٢٠٠٤

حصل معي الآتي:

كنت في العمل أنا وصديقي فذهبنا لكي نستريح في مجمع فيه مطاعم وكل شيء، المهم خلال جلوسنا أنا وصديقي كنا نتكلم وإذ بفتاة تأتي إلينا وتطلب مني سيجارة للتدخين فأعطيتها، وطلبت منا الجلوس معنا فلم نمانع فجلست وبدأت بالحديث عن حياتها الشخصية وعمرها ومشاكلها مع أهلها، وقالت بأنها تحتاج للمال وأنها تركت أهلها وتبحث عن العمل، فقلت لها سأعطيك قليلا من المال فوافقت، وقالت أريد إن نخرج كلنا للتحدث خارج المجمع خائفة من أحد أن يراها كما ادعت، فخرجنا إلى السيارة وبيدي المال لكي أعطيه لها، وعندما ركبت السيارة أرادت أن نوصلها إلى البلد الذي تعيش فيه حالياً، ولكن صديقي رفض ذلك وبينما نحن في سيارة صديقي قالت لنا هل لديكم اشخاص يناموا معي من أجل الحصول على المال، فقال صديقي نعم فلان مستعد لكي ينام معك، فلم أكن أحس بهذه اللحظة الذي قالها صديقي وبدأت الغريزة تلعب بجسمي، وقلت لها نعم أنا مستعد أن أعطيك المال مقابل أن أنام معك، وقالت بشرط أن نكون في السيارة وصديقي يكون موجوداً وفعلا حصل الذي لم أكن أتمنى أن يحصل وصديقي جالس في المقعد الأمامي يتفرج علينا، وبعد كل هذا الكلام قال لي صديقي: أنا كنت أعلم بأنها فتاة عاهرة، والمشكلة هي بأنني أصلي ولم أكن مواظباً كثيراً عليها، ولكن بعد وصولي للبيت نويت التوبة النصوحة وصليت الظهر وركعتين استغفاراً وأكبر من ذلك أنني متزوج وعندي طفلان، ما هو حكم الدين في ما فعلت، وما هو حكم صديقي في هذه الحالة، وسمعت قولا ًأن الزاني يزنى فيه ولو في عقر دارة، فما هو تفسير ذلك وهل هذا صحيح وكيف أتجنبه؟

ربي اغفر لي وارحم شباب الإسلام يا رب العالمين.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فبئس ما صنعت وبئس ما أقدمت عليه والله تعالى يقول: وَلَا تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً [الإسراء: ٣٢] .

أفلا تذكرت قول الله تعالى عن يوسف عليه السلام لما عرض عليه الأمر: قَالَ مَعَاذَ اللهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ [يوسف:٢٣] .

أفلا تذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ... وذكر منهم رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله ... متفق عليه.

فكان الواجب عليك هو زجرها ونهرها ونهيها وتذكيرها بالله واليوم الآخر والوقوف بين يدي الله، كما كان عليك أن تزجر هذا الصديق الطالح الذي يظن فيك السوء ويسهل لك الوقوع في الحرام، أما الآن وقد وقعت في هذه المصيبة العظيمة فإنه يجب عليك أن تتوب إلى الله توبة نصوحاً من الزنا ومن التقصير في الصلاة ومن الدخان، وإذا صدقت في توبتك فالله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، وعليك أن تستر على نفسك ولا تخبر أحداً بما صنعت.

وأما عن مقولة "من زنى يزنى فيه...." فإنها -إن صحت- فهي يرجى ألا تلحق من تاب وأناب ورجع إلى الله.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٠ ذو القعدة ١٤٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>