للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[خير واعظ للناس]

[السُّؤَالُ]

ـ[أحتاج إلى كلمة وعظية لا تتجاوز صفحة حتى أضعها في كتيب مسابقة في المستشفى خاصة بالشباب.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن القلوب تقسو والنفوس تلهو والعقول تغفل، ولا بد من واعظ، وخير واعظ يرد النفس عن هواها، تذكر الموت ومفارقة هذه الحياة إلى دار الجزاء.

ولذلك يروى في الحديث الذي رواه الطبراني وإن كان ضعيفا، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كفى بالموت واعظا.

وأي واعظ أبلغ من هذا الواعظ؟ فبينما ترى الإنسان وجها مضيئا وجسدا حيا وعقلا مدبرا، إذا بالموت ينزل به فيذبل ذلك الوجه المضيء ويموت الجسد الحي، ويتحول الإنسان إلى جثة هامدة لتوارى في التراب، فينبغي للعاقل الحازم أن يتذكر تلك اللحظات ولا يغتر بما هو فيه من العافية والسلامة، فالموت يأتي بغتة.

وقد روى الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رجل من الأنصار: من أكيس الناس وأكرم الناس يا رسول الله: فقال: أكثرهم ذكرا للموت، وأشدهم استعدادا له، أولئك الأكياس ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة. وجود إسناده العراقي رحمه الله.

وصدق من قال:

كل ابن أنثى وإن طالت سلامته ... يوما على آلة حدباء محمول

قال الحسن البصري رحمه الله: فضح الموت الدنيا، فلم يترك لذي لب فرحا، والموت على ما فيه من أهوال وشدائد، إلا أنه باب يدخل منه إلى غيره، فإما نعيم وإما جحيم، فليستعد العاقل لتلك اللحظات، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٤ جمادي الثانية ١٤٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>