للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أحسن الظن بربك واستأنف سيرك]

[السُّؤَالُ]

ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا فضيلة الشيخ أنني رجل متزوج وقد ارتكبت فواحش ومحرمات كثيرة وأريد الرجوع إلى الله وقد تبت ولكن الخوف من الله مسيطرعلي وقد كنت في غفلة وصحوت سؤالي: كيف أجمع بين قول الرسول"فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه"وبين قبول التوبة والتائب من الذنب كمن لا ذنب له؟ وهل يكون العقاب العذاب في القبر أو العذاب في الآخرة إنني دائم التفكير في ذلك؟ وهل الله يقبل الأعمال الصالحة؟ لا أريد مجرد التطمين ولكن أريد الحقيقة.

ولكم تحياتي وجزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا تعارض -والحمد لله- بين ما ورد من نصوص قد علقت فيها المغفرة على مشيئة الله تعالى، كقوله سبحانه: وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:٤٨] وكما ورد في حديث عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في شأن الصلوات الخمس: ومن لم يأت بهنَّ فليس له عند الله عهد، إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة.

وبين ما ورد من نصوص دالة على قبول توبة التائب، كقوله سبحانه: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ [الشورى:٢٥] .

وكقول النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه عن أبي عبيدة بن عبد الله عن أبيه.

فإن الأولى في حق من لقي الله تعالى بهذا الذنب، وإلا فمن تاب توبة نصوحًا فإن ذنبه مغفور بإذن الله تعالى، وهو المقصود بالنصوص الأخرى. وأما العقاب فإن أمره إلى الله تعالى في الدنيا والقبر ويوم القيامة، وقد يكون في بعضها دون بعض، وقد يعفو الله تعالى عن المذنب فلا يؤاخذه بذنبه أصلاً.

ثم إننا ننصح الأخ السائل أن يحسن الظن بربه، وأن لا يلتفت إلى وساوس الشيطان، فإنه قد نجا منه بالتوبة، فأراد أن يوقعه في اليأس والقنوط من رحمة الله تعالى، وقد قال الله تعالى: وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ [الحجر:٥٦] ، وقال سبحانه: إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ [يوسف:٨٧] .

ونرجو من الأخ الكريم الاطلاع على الفتاوى بالأرقام: ٥٦٤٦، ٧٠٠٧، ٩٣٩٤، ٢٣١٥٠.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٥ جمادي الأولى ١٤٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>